هذا ماقاله لي بوتفليقة في قضية تجريم الاستعمار والعلاقات الفرنسية الجزائرية فجر رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، عبد العزيز زياري، العديد من القنابل السياسية المدوية عند نزوله ضيفا على حصة بوضوح بقناة البلاد التي بثت سهرة أمس الثلاثاء وتعاد منتصف نهار اليوم. وشدد زيارة في حديثه على ضرورة توقف استشارة المؤسسة العسكرية حول هوية الرئيس القادم للبلاد، لكن لن يتم ذلك حسبه إلا بعد مغادرة الفريقين ڤايد صالح، رئيس الأركان ومحمد مدين "توفيق"، مدير دائرة الاستعلامات والأمن ومن معهم من جيلهم، لأن الجيل الجديد المتخرج من الكليات الحربية ليس له حق التدخل في السياسة، كون الوقت تغير. وبرر رئيس البرلمان السابق وجوب استشارة ڤايد صالح وتوفيق ومن معهم من جيلهم بالمؤسسة العسكرية حول هوية الرئيس القادم، بكون هؤلاء كانوا صمام الأمان وقت العشرية السوداء، لأنهم أنقذوا البلاد من الانهيار وصححوا أخطاء السياسيين. وطالب عبد العزيز زياري بضرورة القيام بإصلاحات سياسية حقيقية في الدستور القادم حتى نجنب البلاد ما لا يحمد عقباه. وقال ضيف حصة بوضوح أنه اقترح هذه الإصلاحات على الرئيس سنة 2011، لكنها لم تجسد لحد الآن، ربما لأن الرئيس لديه رؤية معينة وهو من يملك الصلاحيات الكاملة للقيام لذلك، مضيفا أنه لا يتحمل مسؤولية إدراج نقطة تجريم الاستعمار في جدول أعمال المجلس، لأن الجهاز التنفيذي لم يكن موافقا على ذلك في ذلك الوقت. كما أن هذه النقطة حساسة وتخص مصالح البلد مع الدولة الاستعمارية السابقة. ولم يتوان زياري عن تفجير قنبلة أخرى، قائلا إنه التقى الرئيس بوتفليقة على هامش زيارة رئيس دولة أجنبية للجزائر، وقال له الرئيس حينها إن التوقيت والظرف لا يسمحان بتمرير هذا الملف، لأن لدينا مصالح مع فرنسا والوقت غير مناسب حتى نفتح معها جبهة صراع، مؤكدا أن نواب الأفلان تبنوا هذا الطرح كرد فعل على ما قام به بعض نواب فرنسا تجاه الجزائر في تلك الفترة. ضيف "البلاد" قال إن الرئيس بوتفليقة كان اتصل به شخصيا مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، وكانت اتصالات عادية، مضيفا أن آخر اتصال بينه وبين شقيق الرئيس بوتفليقة ومستشاره الخاص كان منذ عامين إلى ثلاثة أعوام. وفي سياق حديثه عن أزمة حزبه جبهة التحرير الوطني، لم يتورع زياري عن الطعن في شرعية الأمين العام الحالي عمار سعيداني، كونه لم يأت بالصندوق، مشيرا إلى أنه لا يعلم إن كان شقيق الرئيس وراء تعيينه، لكنه أكد أنه هو شخصيا كان قريبا جدا من منصب الأمين العام للأفلان، لو استعملت الطرق القانونية لانتخاب أمين عام وفي مقدمتها آلية الصندوق، مستشهدا بقول المرحوم رابح بيطاط "الفم المغلوق لا يدخله الذبان"، في سياق رده على تصريحات سعيداني حول تغيير حكومي وشيك ونفي الوزير الأول لذلك، مشددا على أن سعداني يقول ذلك حتى يظهر ربما أنه قريب من صاحب القرار أو من الحاشية، ومثل هؤلاء موجودين في كل مكان بما في ذلك حاشية الرئيس، مؤكدا أنه مناضل سياسي لأنه لم يسلك الطرق الإدارية في مساره وصعد السلم "درجة درجة". كما أنه امتلك سمات رجل الدولة مع مرور الوقت. وعن مسألة ترشحه للأمانة العامة للحزب، إن كانت هناك انتخابات في المستقبل، قال إنه لن يقبل إلا إذا كان الحزب الفائز بالانتخابات هو من يشكل الحكومة، أو على الأقل يستشار في تركيبتها وليس كما هو عليه الحال حاليا. الوزير السابق للصحة، قال إن مطالبة التنسيقية بتنظيم رئسيات مسبقة، أمر غير منطقي في ظل ممارسة الرئيس لصلاحياته الكاملة، وهو أدرى بنفسه ما دام يرى أنه قادر على ممارسة مهامه بصفة عادية، وبالتالي رئسيات مسبقة لا تكون إلا إذا أدرج الرئيس مادة تخص هذه النقطة في التعديل الدستوري المرتقب، وهي الحالة الوحيدة التي يمكن فيها إجراء رئاسيات مسبقة. كما قال إن أحسن دستور حسب رأيه هو في فترة الرئيس السابق هواري بومدين. زياري قال إنه عندما ترأس البرلمان سنة 2007، لم يفتح أي تحقيق يخص التسيير المالي للمجلس في عهد سعداني، بل إن مجلس المحاسبة هو من قدم ملاحظات تخص التسيير المالي للمجلس وكانت تخص فترة عمار سعداني وكذلك عبد القادر بن صالح وقمت بتصحيح الأمور في عهدي. زياري اعترف أنه اشترط بوضع ملفه للترشح في تشريعيات 2012 إما أن يكون رئيسا للمجلس أو لا يضع ملفه من الأساس، وأجاب بالقول "نعم اشترطت ذلك وماذا أفعل بمنصب نائب وأنا كنت من قبل رئيسا للبرلمان". كما قال إن رئيس المجلس الحالي العربي ولد خليفة على حق، لأنه لم ينفذ مراسلة سعداني بخصوص تعويض النائب بوشارب بالنائب خرشي في عضوية مكتب المجلس. عبد العزيز زياري قال إن علاقته الباردة بالوزير الأول عبد المالك سلال وهما من أبناء ولاية واحدة (قسنطينة)، راجع إلى سوء تفاهم حصل بينهما عندما عين سلال مديرا لحملة الرئيس سنة 2004، لكن الآن العلاقة عادية. كما قال إنه لم يفشل في مهامه على رأس وزارة الصحة، بل نجح لأنه لم يعمر في المنصب سوى عام. كما اعترف بأن عائلته بومدينية، معترفا بدعمه في مسيرته السياسية من طرف المجاهد الراحل رابح بيطاط.