بالرغم من إسقاط أسماء عدة شخصيات نافذة بالدولة بملف أكبر قضية فساد مالي واقتصادي "سوناطراك" المتورط فيها 18 متهما على رأسهم المدير العام محمد مزيان ونجلاه في إبرام صفقات وتضخيم فواتيره قدرت بمئات الملايير بالعملة الوطنية والأجنبية، واستنزاف أموال المجمع لفائدة باروناته، إلا أن استجواب المتهمين أورد أسماء نساء لم يكن التغاضي عنهن سهلا بعد ضلوعهن بشكل غير مباشر في تهريب أموال "البقرة الحلوب" وفقا لما تم ذكره في طيات ملف قضائي ضم 293 صفحة، بينهن زوجة شكيب خليل ومحمد مزيان. وحسب ما اطلعت عليه "البلاد"، فإن تصريحات مزيان محمد رضا نجل المدير العام السابق لسوناطراك كشفت عن أن المسماة أمال زرهوني هي من عرفته على المدعو "تيليو أورسي" الرئيس المدير العام للشركة الإيطالية "سايبام" حين كانت تتخبط الأخيرة في مشكل دفع مستحقات مالية بقيمة حوالي 28 مليون أورو لصالح مجمع سوناطراك بخصوص تأخر الشركة في إنجاز مشروع ÇROD"، ليتم تعيينه رسميا كمستشار خاص لرئيس الشركة حتى يكون وسيطا لهم مع والده، وقد أبرم له عقد مدة عام مقابل أجر شهري قدره 140 ألف دج. 400 مليون لشراء "أودي 5" لكنة مدير سوناطراك ولم يكن نجل المدير العام السابق لسوناطراك ملزما بالحضور الدائم للشركة، وبحكم الحاجة الماسة لخدماته فإن مدير الشركة الإيطالية أقرضه مبلغ 4 ملايين دج نقدا بمكتبه من أجل شراء سيارة لزوجته من طراز "أودي 5" دون أن يمضي له على أي وصل أمانة. وأورد نجل المدير العام السابق لسوناطراك، أن أمال زرهوني كانت تربطها علاقات مشبوهة بالعديد من شركات أجنبية تنشط في مجال الطاقة والمناجم، حيث إنه وخلال فترة عمله بشركة "سارل كونتيلا ألجيريا" حيث كانت تعمل هي بشركة الألمانية "فانك ورك". تمكنت الشركة الجزائرية من الاستفادة من تخفيضات هامة حول ثمن المعدات المستعملة في الصفقات التي ظفر بها المجمع الألماني الجزائري ومن أجل إعادة القيمة المالية المتحصل عليها من التخفيض قام آل إسماعيل محمد رضا جعفر ومغاوي الهاشمي وابنه مغاوي يزيد بعقد صفقات استشارة مع الشركة الألمانية من أجل دفع أجور شهرية الخاصة بهم، حيث تبين أن الأول كان يتقاضى نحو 20 ألف أورو شهريا والثاني 12 ألف أورو والثالث 8 آلاف أورو، وهو ما دفعه لمطالبتهم بالتوقيع له على عقد استشارة لدى لقائه بآل اسماعيل محمد رضا جعفر بمدينة فرنكفورت الألمانية، وأن تكون له نسبة من تلك العقود إلا أن آل إسماعيل أخبر بأن الشريك الألماني يرفض ذلك بحجة أنه نجل المدير العام لسوناطراك وطالبه بمنحه اسم شخص آخر يمثله في العقد وعاد نجل المدير العام إلى الجزائر دون أن يحصل على الأموال التي كان ينتظرها، غير أنه وخلال شهر نوفمبر 2007، ومباشرة عقب التوقيع على عقد صفقة بين مجمع سوناطراك والشركة الألمانية بخصوص منطقة حاسي مسعود، التقى أثناء تواجده بفرنسا بكل من آل إسماعيل محمد رضا جعفر ومغاوي الهاشمي اللذان طلبا منه إنشاء شركة بفرنسا يكون هو مسيرا لها فيما يكونا هما مساهمين فيها، مؤكدان له أنهما سيتفقان مع الطرف الألماني من أجل دفع مستحقاته المالية السابقة بهذه الشركة المستحدثة فيما يتحصل كل واحد منهم على حصته ولعدم اتفاقه معهما قرر الانسحاب. كما كشف النجل الثاني للمدير العام السابق لمجمع سوناطراك، مزيان بشير فوزي، عن أنه تعرف على آل إسماعيل عن طريق شقيقه وكانوا يتبادلون زيارات عائلية فيما بينهم حيث عرض عليه سنة 2005 العمل معه في شركة "كونتال ألجيريا" كمساهم ب 200 حصة بلغت قيمة الحصة الواحدة فيها ب 10 آلاف دج مع أنه لم يسلم له نظيرها أي مبلغ بعدما اتفق مع شقيقه مزيان محمد رضا على أن يتم تعويض المبلغ من أرباحه في الشركة وكان في الوقت ذاته يعمل كرئيس لمصلحة الإعلام والاتصال بالمديرية العامة لسوناطراك، قبل أن يقدم انسحابه من عضويته من المجمع مع أنه في نظر القانون لازال إطارا بالمجمع ليباشر عمله مع آل إسماعيل كمدير بالنيابة في شركة "كونتال" مقابل راتب شهري قدره 120 ألف دج بعلم والده المدير العام لمجمع سوناطراك، وقد تمكن بفضل الأخير من الظفر بعدة صفقات من سوناطراك لفائدة الشركة على غرار صفقة نشاط المنبع لإنجاز نظام نموذجي للمراقبة والحماية الإلكترونية للمركب الصناعي للجنوب بحاسي مسعود عام 2007، قبل أن ينهي مطلع السنة الموالية الصفقة المتعلقة بإنجاز تغطية المراقبة البصرية والحماية الإلكترونية لقاعدة مدلوكين ثم يبيع حصصه لشركة "كونتال هولدينغ" ثم تعرف على المسمى "لمين عابد" موريتاني الجنسية، وهو ممثل شركة "سيجيلاك" الفرنسية عن طريق المسماة أمال زرهوني بصفتها مستشارة لدى ذات الشركة ولدى شركة أخرى تسمى "أليستوم" وكذا بشركة "أ بي بي" حيث كان يعمل معها. ولم تكن شخصية أمال زرهوني الوحيدة من آليات ملف سوناطراك، حيث ارتبط اسمها باسم نجاة شكيب زوجة الوزير السابق للطاقة والمناجم شكيب خليل اللتان تربطهما علاقات صداقة وطيدة مكنتها من ولوج عالم الصفقات ومشاركة متلاعبين ومساهمين في نهب أموال سوناطراك. اقتناء مسكن ب 650 ألف أورو لزوجة محمد مزيان كما كشف استجواب آل إسماعيل محمد رضا جعفر مؤسس شركة "سوبيت" المتخصصة في الإعلام الآلي والاتصال سنة 1999 وشركة "كونتال" عام 2001 التي بات مسيرا لها قبل أن يوسع نشاطه عام 2006 بالشراكة مع الشركة الألمانية " FUNKWERK PLETTAC " وبعدها أنشأ "هولدينغ كونتال" الذي قام بشراء شركة "كونتال" وشركة "ALL ROAD" عن مالكها مغاوي يزيد إلياس أنه قام بشراء مسكن باسم جرود ڤوسم زوجة المدير العام لسوناطراك بضواحي العاصمة الفرنسية باريس بقيمة 650 ألف أورو كون الأخيرة مريضة وتتلقى العلاج بفرنسا على نفقة سوناطراك التي أمضت له على اعتراف بالدين أمام موثق بفرنسا دون أن يتم تسجيله، وقد منح نسخة منه لبنك "سوسيتي جنرال باريس" مقابل سحب صك لدفع ثمن المسكن باسم الموثق الذي حرر عقد شراء المسكن الذي أضاع نسخة منه. وأضاف أنه حرر فيما بعد نموذجا من عقد استشارة كذلك باسم زوجة المدير العام لسوناطراك وأنه اشترى من نجل الأخير فيلا بخرايسية عام 2003 دون إبرام عقد فيما بينهما، كما مكن ابنها محمد رضا من الانضمام إلى مجمعه "ALL ROAD" رفقة عدد من المساهمين ومكنه من الظفر ب 480 حصة بقيمة 10 آلاف دج للحصة الواحدة، ليتمكن المساهمون من تشكيل رأسمال قيمته 20 مليون دج تم إيداع 5 ملايين منها في النشاط الجامع مع الشركة الألمانية مما مكنهم من الظفر ب 5 صفقات مع شركة سوناطراك تحت إشراف مديرها العام محمد مزيان، تتعلق أبرزها بنشاط المنبع لإنجاز نظام نموذجي للمراقبة والحماية الإلكترونية للمركب الصناعي للجنوب بحاسي مسعود بقيمة مليار و900 مليون دج وصفقة قاعدة 24 فيفري بحاسي مسعود بقيمة 2 مليار و900 مليون دج، حيث تم الاتفاق على تحضير عقد من أجل الصيانة والمتابعة التقنية بعد انتهاء مدة الضمان قبل الاستفادة بهذه الصفقات. ... وتهم ثقيلة تبقى تلاحق المتهمين وسيواجه المتهمون ال 18 من بينهم 6 موقوفين، على رأسهم نجلا المدير العام لسوناطراك ونائبه وبعض المديرين التنفيذيين منتصف الشهر الجاري تهما ثقيلة تتعلق بقيادة جماعة أشرار، تبييض الأموال، إبرام صفقات عمومية اقتصادية بالاستفادة من السلطة، وتأثير أعوان المؤسسة، استغلال النفوذ الرشوة، المشاركة في اختلاس أموال عمومية، مخالفة الأحكام التشريعية والتنظيمية الجاري العمل بها بغرض إعطاء امتيازات غير مبررة للغير، الزيادة في الأسعار من خلال إبرام العقود مع مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري مع الاستفادة بسلطة وتأثير مسؤول هذه المؤسسة، على خلفية إبرام 5 صفقات مشبوهة بقيمة حوالي 1100 مليار سنتيم مع مجمع الشركة الألمانية "كونتال ألجيريا فون وارك بليتاك" باتفاق بين مزيان محمد رضا نجل الرئيس المدير العام سونطراك وآل إسماعيل محمد رضا جعفر مسير الشركة ذات المسؤولية المحدودة "كونتال ألجيري" على العمل سويا.