إيران تريد إثارة الفوضى والصراع الطائفي في المنطقة العربية يرى المحلل السياسي اليمني، علي الشريف أن "عاصفة الحزم" من أهم وأبرز القرارات التي اتخذت لوقف الزحف الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط، مشيرا في حوار مع "البلاد"، إلى أن الدول المشاركة في التحالف أدركت مدى خطورة الوضع في اليمن والزحف الشيعي في المنطقة. كيف يمكن تسمية تدخل حلفاء "عاصفة الحزم" بعمليات عسكرية على أرض اليمن؟ عاصفة الحزم تأتي بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وهي في إطار التزام الرعاة الإقليميين والدوليين بالتسوية في اليمني والتصدي لمعرقليها وقد دفع انقلاب الحوثيين والرئيس السابق صالح وبتعاون إيراني إلى تدخل الائتلاف العربي لما يشكله الانقلاب من تهديد بأن تصبح اليمن منطقة نفوذ إيراني. ما رأيك في الأصوات التي وقفت ضد التدخل العسكري الميداني في اليمن والرامية إلى أن المعركة الحقيقية التي يجب على الدول العربية الخوض فيها هي ضد"إسرائيل"؟ "إسرائيل" بكل تأكيد عدو للعرب وستبقى كذلك ولكن هذا لا يمنع أن يكون للعرب أعداء آخرين وأقصد تحديدا إيران، حيث أقامت هذه الأخيرة علاقة غير سوية مع العرب من خلال سوريا والعراق ولبنان والآن اليمن؛ في محاولة لإثارة الفوضى والصراع الطائفي من خلال تقويتها لقوى ما قبل الدولة كما تفعل مع الحوثيين الآن. واليمن يمثل أهمية استراتيجيه والسيطرة عليه تهديد لأمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس وبالتالي فالتدخل العربي لإعادة الاستقرار في اليمن ومساندة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هو أمر طبيعي وحتى أنه متسق مع القانون الدولي والتزامات تلك الدول في رعاية المبادرة الخليجية. في ظل ذلك ما قراءتكم للدبلوماسية الجزائرية الرافضة بالمطلق المشاركة في أي عملية عسكرية خارج جغرافيتها؟ لكل دولة عربية ظروفها ومن حق الجزائر أن تتخذ هذا الموقف مادام حددت لنفسها هذه السياسة وقد عرفت الدبلوماسية الجزائرية باتسامها بطابع المساعي الحميدة وهو ما مكنها من قدرات دبلوماسية في فض النزاعات، بينما على الجزائر أن تنظر للأمر من زاوية إعادة التئام النظام العربي في مواجهة التحديات التي تحيط بالأمة العربية وأتوقع أن الجزائر في الأخير لن تكون إلا مع قضايا أمتها العربية، هذا ما نأمله في الموقف الجزائري لأننا في النهاية أمة واحده ومصير واحد والتحديات واحدة. ما قراءتكم لما تم تناقله حول تأييد زعيم الجماعة الإرهابية "داعش" ل"عاصفة الحزم"؟ لا علم لي بهذا التأييد وإن كان قد حصل فهو ربما يأتي في سياق موقف "داعش" من إيران ولا يجب اتخاذ ذلك مبررا لعدم جدوى هذا التنسيق العربي؛ فالموقف عربي خالص وينطلق من أمن المنطقة العربية ومصالح امتنا الواحدة وبالتالي فموقف جماعه إرهابية مثل "داعش" سواء كان مع أو ضد لا يغير في الأمر شيئا.