ثار جزائريون ومسلمون من جنسيات أخرى مقيمون في فرنسا، ضد المطالب العنصرية لشخصيات سياسية فرنسية نافذة، والتي تدعو إلى الغاء الوجبات الحلال لفائدة الأطفال المسلمين في المدارس، حيث هددوا بتنظيم احتجاجات واسعة في حال توريط أبنائهم في الصراع على السلطة، وذلك على خلفية إحراز اليمين واليمين المتطرف لنتائج متقدمة في الانتخابات المحلية. وانتقدت جمعيات حقوقية ناشطة في فرنسا، والتي تضم عددا من الجزائريين والمسلمين، قرار عدد من رؤساء البلديات في فرنسا بإلغاء الوجبات الخالية من لحم الخنزير في المطاعم المدرسية التابعة لها بداية من الموسم الدراسي القادم، تحت مبرر حماية علمانية فرنسا، واعتبرت أن هذا القرار الذي أيده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، زعيم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، أكبر أحزاب المعارضة اليمينية، يعد استهدافا للمسلمين وتعديا على حقوق الأطفال وتحريفا للعلمانية، بينما أعربت أغلب الأوساط السياسية الفرنسية عن رفضها لتعميم تطبيق القرار في بقية أنحاء البلاد. وكان ساركوزي، قد أعلن تأييده للقرار، داعيا إلى تطبيق مضمونه في بقية البلديات الفرنسية ما أثار سخطا واسعا بأوساط الجمعيات الحقوقية، واعتراضات من الحكومة اليسارية وأقطاب الحزب الذي يقوده الرئيس السابق: كما نددت منظمة العفو الدولية في فرنسا، بهذا القرار الذي مضى على تطبيقه 30 عاما، والذي يستهدف المسلمين بشكل مقصود، موضحة أن مواثيق حقوق الإنسان الدولية تكفل لكل شخص التعبير عن معتقداته الدينية في المجال الخاص وفي الفضاء المشترك، بما في ذلك المدارس العامة. وفي السياق ذاته، اعتبرت الناطقة باسم الائتلاف الفرنسي لمكافحة كراهية الإسلام، ألزا راي، ما وصفته ب ‘الإجراء التعسفي الظالم' الذي يستهدف أطفال المسلمين، نافية أن يكون القرار على علاقة باحترام مبدأ العلمانية، و إنما يرسخ علمانية زائفة، وأضافت أنه سينجر عنه تصعيد خطير، خصوصا بعد منع ارتداء الحجاب بالمدارس العامة عام 2004 وحظر النقاب بالأماكن العامة بعدها بست سنوات، في وقت تبرأ فيه المرصد المحلي للعلمانية من القرار، ورد "لا يمكن التعلل بالعلمانية لرفض تعدد الوجبات" المقدمة للأطفال في المدارس المحلية. واتهم المسلمون في فرنسا، ساركوزي بتبني مواقف اليمين المتطرف الذي تقوده مارين لوبان، للفوز بشعبية كبيرة، مهددين باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تطبيق القرار.