عاش سكان حي سيدي البشير التابع لبلدية بئر الجير بوهران، يومي الأربعاء والخميس، رعبا حقيقيا بعد نشوب معارك بين عصابتين استعملت فيها مختلف الأسلحة المحظورة، تلتها فوضى كبيرة وحظر تجول واعتداءات على المواطنين. الأحداث بدأت ليلة الأربعاء إلى الخميس عندما تجدد خلاف قديم بين العصابتين، وقامت إحداهما بمهاجمة الأخرى في الحي الذي تقطنه وأقدمت على حرق جزء من سوق الخضر والفواكه بالقارورات الحارقة، وتواصلت الاشتباكات بين الطرفين لقرابة 4 ساعات استعملت فيها مختلف الأسلحة من سيوف وبنادق صيد وقارورات حارقة وعصي وحجارة. وقد دفع الانزلاق الخطير المواطنين للزوم بيوتهم بعد حظر التجوال الذي فرضته العصابتان واضطر التجار لغلق محلاتهم، وفرض المنحرفون قانونهم الخاص في اليوم الموالي، حيث تعرض الكثير من المواطنين لاعتداءات وسرقات بعد أن قام بعض أفراد العصابتين بقطع الطرقات وتوقيف حافلات النقل وإنزال ركاب وتفتيشهم، بل أي سيارة لأي غريب يتم توقيفه وتفتيشه. وكانتقام من حرق سوق الحي، حاول بعض الغاضبين حرق مدرسة ابتدائية بحي العصابة الأخرى، حيث توجه بعض أفراد العصابة إلى المدرسة وترددت أنباء عن إقدامهم على محاولة حرقها وخرج تلاميذها فارين مع معلميهم والنجاة بأنفسهم وأغلقت جميع المؤسسات التربوية في الحي. وتدخلت مصالح الدرك الوطني مساء الخميس وشنت حملة تفتيش واعتقالات لمشتبه في تورطهم في هذه الأحداث وأعادت فرض النظام بعد 48 ساعة من الانفلات والفوضى، وتقربنا من قيادة الدرك الوطني لوهران لكنها لم تقدم لنا أي معلومات عن حصيلة الاعتقالات والأسلحة المحظورة. وقد وجه سكان الحي نداءاتهم إلى السلطات العليا من أجل توفير تغطية أمنية أكثر للحي الذي أصبح ملاذا للعصابات الإجرامية والمنحرفين وتجار المخدرات، حيث يضم الحي 130 ألف نسمة وبه مقر للدرك الوطني يضم حوالي 20 دركيا وهو ما يجعلهم عاجزين عن تغطية كافة الحي، يقول السكان.