كشف رئيس لجنة المالية بالمجلس الشعبي الوطني برابح زبار، عن أن لجنته قد قامت باستدعاء محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي ليمثل أمام نواب البرلمان في جلسة استماع خاصة، مفيدا أن موضوع الجلسة سيتمحور حول سوق العملة السوداء "السكوار" الذي عمدت السلطات العمومية إلى تشميعها مؤخرا، لكن دون صدور أي قرار بخصوص فتح مكاتب صرف للعملة الصعبة لاستيعاب الطلب على العملة الصعبة. وأضاف رئيس لجنة المالية أن لكصاصي سيسائل في السياق ذاته حول مسألة المنحة السياحية المقدمة للمواطنين والسبب الذي يكمن وراء عدم رفع قيمتها منذ سنوات، خصوصا أن ضآلة ما يقدم من العملة الصعبة للمواطنين المسافرين خارج البلد يدفعهم للبحث عن مزيد من السيولة في السوق السوداء. واستعرض أمس رئيس الاتحاد الوطني لشركات التأمين حسان خلفياتي واقع قطاع التأمينات الاقتصادي أمام لجنة المالية بالبرلمان وكشف أثناء ذلك عن أرقام جد مهمة تخسرها الجزائر في ظل غياب قرارات جريئة لتحرير قطاع التأمينات وبالمقارنة مع الدول الإفريقية تبدو الجزائر أقوى الأسواق الإفريقية من حيث الإمكانات بعدد سكان يقارب 40 مليون نسمة بعد كل من نيجيريا وجنوب إفريقيا، غير أن الواقع يكشف عكس ذلك فما حققه القطاع من أرباح السنة الماضية لا يتجاوز 1.5 ملايير دولار وهو رقم ضعيف، خصوصا إذا ما قورن بدول الجوار مثل المغرب 4 ملايير دولار وتونس التي تقارب 2 مليار دولار بساكنة لا يتجاوز عددهم ال10 ملايين نسمة. ويرى خليفاتي أن الأسباب وراء ذلك يكمن في غياب إجراءات تجبر المتعاملين الاقتصاديين على اللجوء إلى تأمين نشاطاتهم، فالجزائر التي تستورد 60 مليار دولار سنويا تخسر ما لا يقل عن 600 مليون دولار جراء رفع إجبارية التأمين على النقل البحري. كما تحصر المجالات التي يجبر فيها المواطنون على منتجات التأمين في مجال الكوارث الطبيعية الذي يحتسب بأسعار رمزية، ناهيك عن عدم احترامه مطلقا مما يجبر الحكومة على التدخل ماليا عند الكوارث الطبيعية وكذا قطاع التأمين على السيارات وفي هذه النقطة أبدى حسان خليفاتي تشاؤمه من مستقبل هذا القطاع بسبب انخفاض رقم أعمال سوق السيارات التي تأثرت بالشروط الجديدة التي وضعتها الحكومة أمام وكلاء السيارات.