قال الياس بوكراع، الباحث والخبير في ملف الإرهاب، إن بعض الدول الغربية تريد عزل الجزائر عن إطار مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي وتعمل باتجاه دفع حكومات الدول الإفريقية لخدمة مصالحها. وأكد الباحث خلال نقاش مفتوح أمس بمنتدى الشعب حول استراتيجية الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي، أن ففرنسا تعتبر من بين الدول التي لها أطماع في منطقة الساحل الإفريقي إلى جانب دول أخرى غربية. مشيرا إلى أن اليمين المتطرف السائد داخل النظام الفرنسي يحول دون لعب الجزائر لدور فعال في منطقة الساحل الصحراوي، بالنظر إلى تجربتها في مكافحة الإرهاب. وأكد بوكراع على وجود أطماع غربية في المنطقة منذ اكتشاف ثرواتها الهائلة من الغاز واليورانيوم والبترول والذهب، وربط تواجد الجماعات الإرهابية مع تواجد الدول الأجنبية بالمنطقة عن طريق الشركات المتعددة الجنسيات. وفي سياق الحديث عن هذه الأطماع، أكد المتحدث أن تنظيم القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي ما هو سوى الشجرة التي تغطى الغابة، والمسألة مرتبطة بشكل كبير بأطماع الدول الغربية في المنطقة والتي ستحولها، حسبه، مستقبلا إلى عراق آخر أو دارفور جديد. وتحدث الباحث بإسهاب عن طبيعة منطقة الساحل الإفريقي ودق ناقوس الخطر بخصوص الوضع الذي تتواجد عليه المنطقة وفرض تنظيم القاعدة لسيطرته هناك. وأكد بوكراع أن هناك عدة عوامل تحول دون التمكن من التحكم في المنطقة والسيطرة عليها وقال فإن منطقة الساحل الإفريقي منطقة صحراوية شاسعة لا يمكن مراقبتها والتحكم فيها، ومعظم دول المنطقة ليس لديها الإمكانيات من أجل تغطية حاجيات سكانهاف. كما لا يمكن لحكومات هذه المنطقة أن تفرض سيطرتها عليها على خلفية التنوع العرقي والديني والطائفي، مشيرا إلى أن هذه العوامل مكنت الجماعات الإرهابية من السيطرة عليها واحتواء سكانها، بالنظر أيضا إلى أن 65 بالمائة من سكان منطقة الساحل الإفريقي يعيشون بدخل تحت معدل الدولار الواحد يوميا. ومن بين العوامل التي تحدث عنها الباحث بخصوص الخطر الذي يواجه المنطقة هو عدم التزام دول الساحل فيما بينها بخصوص مكافحة الإرهاب، فكل دولة لديها رؤيتها الخاصة في إشارة إلى مسألة التفاوض مع الجماعات الإرهابية ومنع دفع الفوية وحتى في تعريف الإرهاب . فهناك دول، حسب الباحث، تعتبر ما يحدث في المنطقة حالة عدم استقرار أمني في حين ترى دول أخرى أن ما تعيشه المنطقة راجع إلى التواجد الإرهابي وتحدث الباحث عن المصالح السياسية والمادية لحكومات منطقة الساحل الإفريقي الغير قادرة على تحقيق التنمية وفرض حكمها على سكان المنطقة وارتباطهم بدول أجنبية أخرى. وقال اليأس بوكراع إن أي محاولة لهذه الدولة في مكافحة الإرهاب في المنطقة بصفة انفرادية تبوء بالفشل وتفتح المجال أمام التدخل الأجنبي.