أحكم تنظيم "داعش" قبضته على مدينة تدمر التاريخية في سورية بعد أيام من سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية؛ الأمر الذي يشير إلى تنامي قوة الدفع للتنظيم الذي يسيطر حاليًا على نصف أراضي سورية. ولا يضع التقدم الذي أحرزه التنظيم المزيد من الضغوط على دمشق وبغداد وحسب، بل يلقي بظلال من الشك على استراتيجية الولاياتالمتحدة التي تعتمد فقط تقريبًا على الغارات الجوية لهزيمته. ووفقًا ل"رويترز"، فقد عزز مقاتلون موالون للتنظيم قبضتهم على مدينة سرت الليبية، مسقط رأس معمر القذافي، موسعين نفوذهم في المنطقة أيضًا. وقال التنظيم في بيان نشره أتباعه على موقع "تويتر" إنه يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة، لتكون هذه أول مرة يستولى فيها بشكل مباشر على مدينة من الجيش السوري وحلفائه. وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن حوالي ثلث سكان مدينة تدمر البالغ عددهم 200 ألف نسمة ربما فروا من المدينة خلال الأيام القليلة الماضية أثناء القتال بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش". ونقلت الناطقة باسم المكتب رافينا شمداساني في جنيف عن مصادر قالت إنها موثوقة، وجود تقارير عن منع القوات الحكومية لمدنيين من المغادرة إلى أن فروا هم أنفسهم وسيطر التنظيم الإرهابي على المدينة. وأضافت شمداساني في تعليقات عبر البريد الإلكتروني أن تقارير أفادت بأن تنظيم "داعش" ينفذ عمليات تفتيش من بيت إلى بيت في المدينة بحثًا عن أناس مرتبطين بالحكومة. وأفادت تقارير بأن التنظيم أعدم 14 مدنيًا على الأقل في تدمر الأسبوع الجاري. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "داعش" يسيطر حاليًا على أكثر من نصف الأراضي السورية بعد أكثر من أربع سنوات على بدء الحرب الأهلية التي اندلعت عقب احتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد. من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الأمين العام ل الأممالمتحدة، أمس الخميس، إن منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" تشعر بالقلق إزاء تقارير ذكرت أن بعض المساعدات الغذائية الطارئة ومساعدات إنسانية أخرى لا تصل للمدنيين في سوريا بسبب استيلاء المقاتلين عليها، أو تحويلها للجيش السوري. وبيّن فرحان حق أن المنظمة تتحقق من صحة معلومات أشارت لعثور قوات المعارضة السورية على مساعدات غذائية تحمل شعارات الأممالمتحدة بمعسكر للجيش السوري عقب سقوطه بيد المعارضة. وذكر أنه "في وقت يحتاج فيه كثير من الأطفال في سوريا بشدة إلى المساعدة الإنسانية.. من الضروري جدا أن تصل المساعدات للأطفال والأسر المحتاجة وألا يتم تغيير وجهتها". وأضاف أنه لا يمكن في بعض الأحيان تفادي تعرض الأممالمتحدة للسرقة في صراع ما. وتحاول يونيسيف التحقق من بعض التقارير ومن صورة لصناديق عليها ملصقات الأممالمتحدة والهلال الأحمر، ومن الأسباب التي أدت إلى تحويل هذه المساعدات عن وجهتها الأصلية.