أسعار مستقرة للخضر والفواكه وارتفاع صاروخي لأثمان اللحوم يتوقع الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، أن تعرف أسعار المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في شهر رمضان إلى جانب الخضر والفواكه، بداية من يوم السبت أو الأحد انخفاضا محسوسا، وتتواصل نسبة الانخفاض إلى غاية منتصف شهر رمضان، لتتراوح بين 20 و25 بالمائة. وأكد بولنوار ل "البلاد" أن الملاحظ هذه السنة أن المواد الغذائية والخضر خلال شهر رمضان "كافية" ولن تكون هناك ندرة. كما أن متوسط الأسعار أقل من السنة الماضية، أي أن ارتفاع الأسعار هذه السنة متوسط مقارنة بالسنة الماضية، وذلك لتوفر المنتوجات، حيث لجأ الفلاحون إلى مضاعفة الإنتاج مقارنة بالسنة المنصرمة. وأشار بولنوار إلى أن الارتفاع المسجل خلال اليومين السابقين لرمضان والأيام الثلاثة الأولى من الشهر، لا سيما الخضر والفواكه واللحوم البيضاء يعود إلى ارتفاع الطلب، إذ أن العائلات الجزائرية تخصص سنويا 60 بالمائة من مداخيلها للاستهلاك في رمضان، وبالتالي هذا الطلب المبالغ فيه هو الذي تسبب في ارتفاع الأسعار. أما فيما يتعلق بأسعار اللحوم البيضاء والحمراء، فمن المتوقع أن تبقى مرتفعة، أي مستقرة نوعا ما، وهذا بسبب العجز الذي تعرفه الجزائر في مجال إنتاج اللحوم، حيث تنتج 700 ألف فقط سنويا. في حين أن الطلب المحلي يصل إلى مليون طن سنويا. علما أن الجزائري لا يستهلك المعدل العالمي من اللحوم المقدر ب 25 كلغ سنويا للفرد، في حين أنه يستهلك أقل من 20 كلغ. غير أنه حسب ما أكده بولنوار فإن أسعار اللحوم البيضاء قد تعرف انخفاضا يتراوح بين 20 إلى 30 دينار على الكيلوغرام الواحد وهذا في الأسبوع الثاني من رمضان، ويعود ذلك إلى تغير اهتمامات المواطن وأولويات الاستهلاك من مواد غذائية إلى المواد المكونة للحلويات وملابس العيد. بدوره، أكد رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن عمل فرق وأعوان التفتيش والمراقبة على مستوى مستودعات التخزين، من شأنه أن يؤثر إيجابيا على الأسعار ويسجل هناك ضبط أكبر للأسعار، كما يسمح العمل الرقابي بضمان توفر المنتوجات وعدم تخزينها قصد رفع الأسعار، وأضاف زبدي أن أعوان المراقبة يمكنهم فقط مراقبة الأسعار المقننة على غرار أسعار الحليب والخبز وكذا مراقبة التجار الذين غيروا نشاطاتهم في رمضان، إلى جانب مراقبة السلع الفاسدة الغير قابلة للاستهلاك. وفي هذا السياق، وعلى غرار السنوات الماضية، كشف زبدي أن أعضاء جمعيته سيكثفون عمل المعاينة على مستوى الأسواق بحثا عن المنتوجات الفاسدة والمنتهية الصلاحية وإخطار الجهات الوصية للتدخل، وحذّر زبدي المواطنين من مخاطر استهلاك بعض المنتوجات التي تُباع في الأسواق الموازية التي كشفت المعاينات في السنوات الماضية أنها منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستهلاك على غرار الفواكه المجففة منها مادة العنب الجاف "الزبيب" وÇالعينة"، وحتى مادة الفريك ذات اللون الأخضر تبيّن أن بعض البائعين يقومون بصباغة القمح بملون غذائي أخضر على أساس أنه من القمح الصلب.