وُلد "أسد الملاعب" الجزائرية اللاعب السابق للمنتخب الوطني، صالح عصاد، يوم 13 مارس 1958 بمدينة الأربعاء نايث إيراثن ولاية تيزي وزو، وهو المشهور بحركة "الغُراف" مراوغة بباطن وظاهر القدم على التوالي، وبسرعة كبيرة تربك المنافس وتجعل ردة فعله سلبية. كما يبقى اللاعب معادلة أساسية في تاريخ الإنجازات التي حققها رفقة "الخضر" والنوادي التي لعب لها أثناء مسيرته الكروية. وتربى عصاد في عائلة بسيطة بالشراڤة شرق العاصمة، داعب الساحرة في الأحياء وتعلم أبجدياتها هناك قبل أن يمضي أول عقد له في جمعية الشراڤة صنف الأصاغر، وبالرغم من أن كل شيء بدأ بالنسبة لصالح عصاد في إحدى الدورات بالعاصمة التي شارك فيها والتي كان فيها مدرب الأشبال لرائد القبة محمد توتة حاضرا، لفت انتباهه صالح عصاد باللقطات التي كان يقوم بها، وهو ما جعل توتة بحكم حنكته يمضي للاعب أول عقد مع رائد القبة، وبالفعل وافق عصاد والتحق بعدها برائد القبة صنف أشبال للسنة الأولى. كان يرغب في أن يصبح محاميا أو صحافيا حلم صالح عصاد وهو في مقتبل العمر أن يصبح ذات يوما محاميا أو صحافيا في الإذاعة الوطنية، اجتهد في الإبتدائية والمتوسطة وكان من بين أنجب التلاميذ، غير أنّ القضاء والقدر وبسبب عشقه الكبير للكرة ساقه إلى ما لم يكن يحسب له بساقه اليسرى إلى عالم الشهرة وكانت الموهبة الأكبر في ساقه وليس في يده الرافعة لقلمه. مساهمته في الهدف الثاني أمام ألمانيا أجمل ذكرى له يبقى الهدف الذي وقعه عصاد في مرمى منتخب غانا في نصف نهائي كأس إفريقيا سنة 1982، أحد أجمل الأهداف التي لا يزال يتغنى بها محبو المنتخب الوطني، وذلك لطريقة الهدف بحد ذاتها، حيث جاء عصاد مسرعا من الخلف ارتقى على مرتين وأسكن الكرة برأسيته في شباك المنافس بطريقة أذهل بها المتتبعون وعكست مدى قوة هذا اللاعب، غير أنّ هذا الهدف لم يكن الأجمل لدى عصاد الذي صرح وفاجأ الجميع لمّا قال بأن الهدف الثاني الذي سجل أمام ألمانيا هو الأجمل بالنسبة له. الألمان بوابة عصاد للاحتراف في فرنسا بعد كل الذي صنعه في بلاد الأندلس سنة 1982، تلقى صالح عصاد عرضا احترافيا من نادي "ميلوز"الفرنسي، وبالفعل انتقل إلى هناك لعب فيه موسمين وأصبح النجم الأول دون منازع في النادي الألزاسي آنذاك، وهو النادي الذي كان يشرف عليه المدرب السابق للمنتخب الفرنسي ليمون دومينيك، قبل أن ينتقل إلى نادي باريس سان جيرمان، حيث لعب موسم واحد فقط ليعود مرة أخرى إلى نادي "ميلوز" بعد الإصابة التي تعرض لها، غير أنّ لعنة الإصابة التي تعرض لها جعلته يفكر بالجدية اللازمة في العودة إلى أرض الوطن وإلى فريقه الأول رائد القبة مجددا، ومن تم اعتزال الكرة هناك. عصاد يعتزل الكرة كمناجير اعتزل صالح عصاد لعب الكرة وعمره 33 سنة، وهذا جراء العملية غير الناجحة التي أجراها على مستوى ركبته، فقرر بعد صعوده مع رائد القبة أن يضع حدا لمسيرته نهائيا، المسيرة التي كانت كافية لتصنف هذا اللاعب في خانة الكبار وتضعه كشخصية بارزة بأرض الوطن لما منحه للوطن، ولكي يبقى دائما رمزا من رموز الكرة الجزائرية، ويبقى لاعبا تتباهى به الأجيال وتتفاخر به، فكانت أول مهمة وآخر ما تولاه صالح عصاد في عالم الكرة، هي مهمة مناجير في رائد القبة سنة 2001، أي في أول موسم صعد فيه رائد القبة إلى القسم الأول، وهذا بعد الدعوات التي جاءته من أنصار الفريق ومن الرئيس مصطفى لمالي يطلبون منه يد العون، والتي لم يتخلف عنها يوما، بالرغم من مساعي الكثيرين الذين اقترحوا عليه عدة مناصب، إلا أنّ عصاد أبى إلا أن يعتزل الكرة ويبقى بعيدا عنها.