بدأ الاجتماع المنتظر لبنك الاحتياطي الفيدرالي وانتهى ولم تكن النتائج لصالح الدولار الأمريكي. لقد توقعنا أن يُعرب بنك الاحتياطي الفيدرالي عن أية إشارات مستقبلية متعلقة بنواياه لرفع أسعار الفائدة خلال هذه الاجتماع، غير أن اللهجة المحايدة هي التي غلبت على تصريحات مديرة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين، ولم تفصح عن أية تفاصيل خاصة بأي رفع محتمل لأسعار الفائدة. تشير توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن البنك المركزي الأمريكي لا يزال آخذاً في الاعتبار قرار القيام برفع أسعار الفائدة مرتين خلال هذا العام، مع تعديل وتخفيض توقعاته لأسعار الفائدة لعامي 2016 و 2017، وعلى الرغم من ذلك، تُصر يلين على أن رفع سعر الفائدة سوف يتأتى بناءًا على البيانات الخاصة بالاقتصاد الأمريكي. هذه التوقعات من شأنها تحويل التركيز إلى تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني والذي يصدر في شهر يوليو، بالإضافة إلى مؤتمر محافظي البنوك المركزية في جاكسون هول المنعقد في أغسطس، وبالطبع مؤتمر البنك الاحتياطي الفيدرالي المنعقد في سبتمبر، والذي أصبح الاجتماع المحوري للبنك لهذا العام. يجدر بالذكر استعراض أحدث التوقعات الخاصة بالبنك الاحتياطي الفيدرالي، فكما هو متوقع، قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بتنقيح توقعاته بشأن متوسط الناتج المحلي لهذا العام، ومن المدهش أنه نقح كذلك توقعاته بشأن معدل البطالة في هذا العام. لقد بدت توقعاته متفائلة بشأن توقعات معدل التضخم واستقرار أسعار الطاقة. لقد أظهر "منحنى النقاط" الخاص بتوقعات أسعار الفائدة اعتدالاً بالنسبة للتوقعات على المدى الطويل، وعلى الرغم من أن السوق مازال يتوقع رفعتين لأسعار الفائدة في هذا العام، انخفضت توقعات ارتفاع أسعار الفائدة لعامي 2016 و 2017، حتى أنه لم تظهر أية تصريحات منفردة أو مخالفة عن نتيجة هذا الاجتماع بشأن تمسك البنك الاحتياطي الفيدرالي بالإجماع برفعتين في أسعار الفائدة هذا العام حتى هذه المرحلة. لقد بذلنا ما في وسعنا لكي نحصل على أية معلومات جديدة متعلقة بهذا الاجتماع، فالبيان الصادر من اجتماع يونيو لا يختلف كثيراً عن قرينه الصادر في شهر مارس، وكما أوضحنا أعلاه، لم يكن هناك أي شيء مميز في تصريحات مؤتمر يلين. ما زالت قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي حذرة بخصوص قوة الدولار، مما قد يحد من النمو خلال هذا العام، الأمر الذي من شأنه التأثير على توقيت الرفعة الأولى لأسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. على الرغم من انخفاض معدل البطالة إلا أن توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي توحي ببعض المخاوف بشأن دوام استقرار النمو في فرص العمل، فبيانات سوق العمل مازالت قوية، ومن غير المفاجئ كذلك أن تنخفض تلك التوقعات مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام، وربما في نفس الوقت الذي يقرر فيه البنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة. قد يحدد هذا الاجتماع مسار الدولار في الأشهر القادمة، غير أن انخفاض الدولار كان حاداً وعلى نطاق واسع على خلفية هذا الاجتماع. التحول في توقعات معدلات البطالة أفزع ثيران الدولار وفتح مجالاً لارتفاع الجنيه الإسترليني لأعلى مستوياته في هذا العام، كما نال اليورو بعض الخسائر مقابل الدولار. من غير المثير للدهشة أن تجد زوج العملات دولار أمريكي/ين ياباني قد أصبح أيضاً في مرحلة الغليان على خلفية الاجتماع، حيث تراجع بمقدار 100 نقطة على خلفية تصريحات يلين في بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي. ما زلنا نتوقع استمرار تداول هذا الزوج بين 125.00 -120.00 خلال هذا الصيف، ونحن ننتظر الحصول على معلومات جديدة بشأن الاقتصاد الأمريكي في الأشهر المقبلة التي يمكن خلالها تحديد توقيت الرفعة الأولى في أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. هناك شيء آخر يؤرقنا في سيتي إندكس وهو الحذر الواضح من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن قوة الدولار. ذلك يعني أن علاقة عكسية بين قوة الدولار واحتمالية رفع سعر الفائدة في سبتمبر. بدلاً من ذلك، قد يفضل بنك الاحتياطي الفيدرالي القيام برفع سعر الفائدة في بيئة معتدلة التحركات بخصوص الدولار في الأشهر المقبلة. لذلك، يجب متابعة الدولار خلال الفترة القادمة لتحديد توقيت عملية رفع سعر الفائدة الأمريكية الأولى.