تعرف خدمة الموزعات الآلية للأوراق النقدية، أعطابا تقنية على مستوى أغلب الوكالات البنكية المنتشرة عبر التراب الوطني منذ بداية شهر رمضان الكريم، مما أثار استياء عملاء البنوك الذين حرم بعضهم من صرف رواتبهم، خصوصا أولئك الذين استنفذوا دفاتر صكوكهم. وعاينت "البلاد" عددا من الموزعات البنكية خارج الخدمة على مستوى وكالات بنكية مختلفة بولايتي الجزائر وبومرداس. وتبين بعد الاستفسار من مدراء الوكالات أن الأمر يتعلق بعطب على مستوى شبكة الصرفات الآلية المشتركة بين البنوك "DAB"، حيث تسبب تعطل عدد من الصرفات الآلية دون صيانتها لأشهر في ضغط رهيب على مستوى الشبكة، وهو الأمر الذي تفاقم مع حلول شهر رمضان الكريم الذي ترتفع فيه عمليات السحب. وحسب المُعاينة التي قُمنا بها، لم يقتصر العطل المُسجل في الموزعات الآلية للأوراق النقدية على بنك مُعين بل مس جل البنوك بما في ذلك "بنك الفلاحة والتنمية الريفية"، "القرض الشعبي الوطني"، "البنك الوطني الجزائري"، "بنك الجزائر الخارجي" وهي أهم البنوك التي يتداول عليها المواطنون، كما طال العطل الموزعات النقدية الآلية التابعة لمؤسسة بريد الجزائر، حيث تُصادفك كلما أردت أن تسحب قسطا من المال على مستوى هذه الموزعات جملة "الجهاز خارج الخدمة". والغريب في الأمر، أن بعض الموزعات الموجودة على مستوى أفخم أحياء العاصمة أصبحت مهملة بشكل يدعو إلى طرح عدة تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، فبالرغم من كون البنك المعني مفتوح أمام الزبائن، لكن الموزع الآلي في حالة على الأغلب يرثى لها وبصفة مهملة. واستنكر العديد من المواطنين الذين تحدثوا إلينا من هذه الظاهرة، مؤكدين أن تكرر مثل هذه الأعطاب في 2015 أضحى أمرا لا يعقل، في الوقت الذي يقوم فيه مواطنو دول مجاورة بمعاملاتهم البنكية انطلاقا من تطبيقات في هواتفهم النقالة، معتبرين أن السحب الآلي للأوراق النقدية باعتبارها عملية أكثر ربحا للوقت من جهة ومفيدة جدا للحالات الاستعجالية من جهة أخرى، كان من الأحرى أن تعوض عمليات السحب التقليدية بالصكوك. وانتقد آخرون رداءة الخدمات البنكية التي تجعل من بطاقة السحب الآلية أمرا ضروريا لاستخراج الأموال فتعطل الصرافة الإلكترونية يعني بالضرورة أنه يتعين عليك أن تتنقل إلى الوكالة البنكية التي أودعت فيها أموالك للقيام بعملية سحب عن طريق الصك على حساب وقت وجهد العميل.