حجيمي: كيف يُرفع صوت الغناء بالساحات العمومية ويُمنع صوت القرآن في المساجد؟! يبدو أن تعليمات وزارة الشؤون الدينية، خاصة فيما يتعلّق بخفض صوت المكبّرات الصوتية خارج المساجد وغيرها من التعليمات، قد ضربت عرض الحائط من قبل القيّمين على المساجد، خصوصا في العاصمة، على غرار بعض المساجد التي استجابت للأمر بصفة محتشمة. وسجّل في أغلب مساجد العاصمة احتفاظها بالمكبرات الصوتية خارج المساجد، نزولا عند رغبات المواطنين والمصلين ممن يجدون في نكهة رمضان والتراويح في سماع القرآن وامتداد صداه بعيدا، حيث لم يتلقّ أئمة تلك المساجد أيّة ملاحظات أو طلبات من قبل أي جهة أزعجها القرآن، على غرار بعض المساجد التي امتثلت لأمر الوزارة بصورة محتشمة، وهو ما يعني أن تعليمة الوزارة ضربت عرض الحائط لأن حجّتها غير مؤسّسة وينطبق عليها قول الشّاذ لا يقاس عليه. في سؤال ل "البلاد" حول مدى استجابة المساجد لتعليمة وزارة الشؤون الدينية المتعلّقة بخفض أصوات المكبّرات الصوتية أثناء أداء صلاة التراويح والصلوات الخمس، قال جلول حجيمي، رئيس نقابة الأئمة، إنّ مسجده لم يمتثل لهذا الأمر لأن التعليمات الصادرة من قبل الوزارة لم تكن واضحة، قائلا إن مسجده لم يتلق أي شكاوى من قبل المواطنين فما الداعي لخفض أصوات المكبرات. وقال حجيمي إنّ الوزارة ربّما كانت تقصد خفض الأصوات بالنسبة للمساجد القريبة من بعضها البعض أو القريبة من المستشفيات أو بعض أماكن العمل التي تتحرّج من الآذان، كما قال حجيمي إنّ رمضان لا يحلو إلا بالقرآن وبالمكبرات التي تنقل كلام الله، فلا احد ينكر كلام الله يقول المتحدث ولو كان عاصيا لأن القرآن هو "بنّة رمضان"، معتبرا أنّه لو تشاورت الوزارة مع الشريك الاجتماعي في هذا الامر لكانت هناك حلول واقتراحات. من جهة اخرى، عاب حجيمي عدم تحرّك وزارة الشؤون الدينية عندما تمّ إقامة حفلات بالبريد المركزي، حيث اطلق العنان للغناء المهذّب وغير المهذّب وفتحت مكبرات الصوت على مصراعيها لتنقل أغاني المجون دون أدنى اعتبار لحرمة الشهر الفضيل ولا لصلاة التراويح التي تقام في المساجد وعلى مقربة من مسرح الغناء التي تواصل فيه المجون الى غاية الفجر. وحول مسألة جمع التبرعات التي منعتها وزارة الشؤون الدينية مؤخرا، قال حجيمي إن الأمر لم يأت في وقته وتزامن ذلك مع شهري شعبان ورمضان، حيث يتفاعل الناس ويساهمون في تجديد وترميم المساجد وكذا شراء مكيّفات الهواء والمروحيات والأفرشة ومبردّات الماء ومختلف حاجيات المساجد، التي يقول عنها المتحدّث إنّها كلّها تأتي من أموال التبرعات التي يجود بها المواطنون، خصوصا في ظل عدم تدعيم الحكومة لأمور كهذه، وحول جمع التبرعات للمقرئين المتطوّعين، قال حجيمي إنّ هذا الأمر يتم منذ قرون ولا يمكن منعه من قبل الوزارة، متسائلا بالقول "كيف نكرّم المغنّين بالملايير ولا نكرّم قارئ القرآن؟!".