استرجاع قطع أسلحة نارية ومقذوفات وزجاجات حارقة استعملت في العنف الطائفي عصابات الملثمين تدّعي الدفاع على النفس وتمارس عمليات "تصفية مذهبية" كثفت مصالح الشرطة و الدرك الوطني حملة مداهماتها بالأحياء الساخنة و تمكنت من اعتقال أزيد من 50 شخصا لضلوعهم في أعمال العنف التي خلفت مقتل 25 ضحية في غرداية. وأفلحت المصالح الأمنية في استرجاع أسلحة و مقذوفات و زجاجات حارقة استعملت في "الاقتتال المذهبي" . و خيّم هدوء نسبي على كامل أحياء غرداية و البلدات التي شهدت مواجهات طيلة اليومين الفارطين وبدت الحياة عادية في وسط المدينة الصحراوية. وذكر بيان لللمديرية العامة للأمن الوطني، تحوز "البلاد" على نسخة منه أنه "في إطار تنفيذ أوامر القضاء، وبعد أقل من 12 ساعة من صدورها عن الجهات القضائية المختصة، تمكنت مصالح الشرطة من ضبط وإيقاف وتقديم 30 شخصا محل أوامر قضائية منها أوامر بالقبض" كما حجزت مصالح الشرطة حسب نفس المصدر "مجموعة من الوسائل التي استعملت في المشادات الدامية التي شهدتها ولاية غرداية مؤخرا والتي عرفت عددا من القتلى والجرحى، منها أسلحة بيضاء، مقذوفات حديدية، كميات من البنزين والزجاجات تستعمل لصنع المولوتوف". في نفس السياق، كثفت قوات الشرطة المتمركزة في مدينة غرداية والقرارة وبريان، في إطار خطة أمنية محكمة ،الدوريات وعمليات المراقبة الثابتة و المتنقلة، لإيقاف المبحوث عنهم من طرف السلطات القضائية والمشتبه تورطهم في أعمال الشغب الأخيرة. و قال بيان الشرطة أن "تنفيذ هذه التدابير الاستعجالية جاء لتجسيد المخطط الأمني الشامل المسطر والذي تشارك فيه ضمن القوات المشتركة من أجل الحفاظ على أمن الأشخاص وحماية الممتلكات وعودة الاستقرار والطمأنينة في هذه المجمعات الحضرية". من جهة أخرى علمت "البلاد" أن مصالح الأمن بغرداية استعانت بعدد من عناصر الشرطة بالزي المدني، في التحقيق حول مثيري أعمال العنف الطائفي لتسهيل اعتقالهم، على أن تنحصر مهمة عناصر الشرطة بالزي المدني في التعرّف على مثيري أعمال العنف ورصد تحركاتهم فقط. و على صعيد متصل أوقفت قوات الدرك الوطني 15 شخصا يجري التحقيق معهم تحسبا لاحالتهم على الجهات القضائية. وعلى صعيد ميداني، عاد الهدوء الحذر والنسبي إلى أغلب أرجاء مدينة غرداية، حيث شهدت عدة أحياء في المدينة بعض المناوشات المحدودة، وشلت أعمال العنف الأخيرة الادارات و الهيئات العمومية كما غاب مئات الموظفين والعمال عن مناصب عملهم بحجة ضرورة بقائهم في البيوت من أجل حماية أسرهم. وسجلت تقارير أمنية استعمالا غير مسبوق لأسلحة نارية في المواجهات، وهو ما وقع بالفعل في بريان ولقرارة، حيث تعدى الأمر استعمال بنادق الصيد إلى بنادق آلية. كما طورت عصابات الملثمين، التي يدعي أعضاؤها الدفاع عن النفس، بينما يمارسون جرائم يومية ضد أشخاص أبرياء، أسلحة نارية باتت تستخدم على نطاق واسع في الموجهات. وقال مصدر أمني إن مجموعات الملثمين التي تورطت في أعمال العنف في غرداية، طورت كثيرا من تكتيكاتها وتغلبت في عدة مواجهات على قوات الدرك والشرطة.