أوباما: قطعنا الطريق على إيران لامتلاك سلاح نووي أبرمت إيران والدول الست الكبرى رسميا الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني اليوم الثلاثاء في فيينا، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني على موقع تويتر. وأعلنت موغيريني في تغريدة "لدينا الاتفاق"، مشيرة إلى "انتهاء" المفاوضات التي استمرت 21 شهرا. ويأتي ذلك بعد فترة وجيزة من إعلان الاتحاد الأوروبي بدء الاجتماع بين وزراء خارجية إيران والدول الكبرى الست في فيينا والذي من المقرر أن يعلن فيه رسميا الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني. وقد اعتبر وزير خارجية إيران ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاتفاق التاريخي صفحة جديدة ويمهد لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الثلاثاء إن الاتفاق هو "لحظة تاريخية" و"صفحة أمل جديدة". وأضاف أن الاتفاق ليس مثاليا لكنه الأفضل لجميع الأطراف. ومن جانبها قالت فيدريكا موغيريني إن الاتفاق يمهد الطرق أمام مرحلة جديدة في العلاقات الدولية. أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فاعتبر أن الاتفاق مع إيران "قوي بما يكفي للعشر سنوات الأولى على الأقل"، في حين أشارت صحيفة لوموند إلى أن فابيوس يمكن أن يسافر إلى طهران. ووصف وزير الطاقة التركي الاتفاق النووي مع إيران بالتطور الإيجابي للغاية. وفي أولى ردود الفعل، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاتفاق بقوله "الاتفاق النووي الإيراني خطأ سيئ وله أبعاد تاريخية". ومن جهتها، اتهمت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي اليوم الثلاثاء القوى الغربية بالاستسلام لإيران بعد أن قال دبلوماسيون في فيينا إن القوى الست توصلت لاتفاق مع طهران بشأن كبح برنامجها النووي. وأضافت على تويتر في أول رد فعل من مسؤول إسرائيلي كبير على الاتفاق "هذا الاتفاق استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر وعلى رأسه إيران... ستعمل إسرائيل بكل وسيلة ممكنة لوقف التصديق على الاتفاق". واعتبر بنيامين نتانياهو الاتفاق "خطأ تاريخيا". وقال نتنياهو في بداية اجتماعه مع وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز، "تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا التي كان من المفترض أن تمنع إيران فيها من امتلاك قدرة على التزود بأسلحة نووية". وقد يكون نتنياهو الخاسر الأكبر من الاتفاق، كما أنه لم يتبق له غير معركة خاسرة على الأغلب داخل الكونغرس لإقناع 13 ديمقراطيا بالانضمام إلى 54 جمهوريا لإسقاط الاتفاق في الكونغرس خلال شهري دراسته هناك، وستزيد المحاولة الشرخ مع أوباما إلى جانب غياب منطق ضربة إسرائيلية لإيران قال لها العالم لا بالاتفاق. وفي الأثناء، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الدول الغربية توصلت إلى اتفاق مع إيران اليوم، حول برنامجها النووي المثير للجدل، مشيرا إلى أن أميركا تفاوضت من حيث القوة والمبدأ حول هذا الاتفاق، الذي سيتأكد العالم من خلاله أن طهران لن تتمكن من امتلاك سلاح نووي. وأضاف أوباما أن القوى الغربية تمكنت من قطع الطريق على إنتاج إيران للسلاح النووي، وإمكانية أن تنتج طهران اليورانيوم المخصب بدرجة عالية الذي يعد ضروريا لإنتاج القنبلة النووية، معتبرا أن عدم التوصل لاتفاق يعني فرصة أكبر لمزيد من الحروب في الشرق الأوسط. وفي المقابل، هدد الرئيس الأميركي باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد أي تشريع يمنع تنفيذ الاتفاق النووي، في إشارة إلى توجه داخل الكونغرس الأميركي إلى الاعتراض على الاتفاق في ظل جلسة منتظرة للتصويت عليه. وكشفت مصادر مشاركة في المفاوضات النووية بين إيران والدول الست الكبرى، أن الطرفين توصلا بالفعل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي. ومما ينص عليه الاتفاق المقرر الإعلان عنه رسميا؛ إلغاء العقوبات الاقتصادية والمالية والنفطية وتلك المفروضة على الطيران المدني، والسماح لإيران بتصدير منتجات نووية كاليورانيوم المخصب والماء الثقيل، ورفع الحجز عن عشرات المليارات من الأرصدة الإيرانية في البنوك الأجنبية. كما أفادت مصادر دبلوماسية شاركت في المفاوضات بأن الاتفاق ينص كذلك على إعادة فرض العقوبات خلال خمسة وستين يوما إذا انتهكت إيران البنود. ويرجح أن يبقى الحظر الدولي على مبيعات السلاح لإيران إلى غاية خمس سنين ما لم تشهد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لصالح طهران، مع استثناء أسلحة دفاعية. مع استمرار العقوبات على مبيعات الصواريخ مدة ثمان سنوات، ومن المفترض أن تكون منها منظومات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات أس 300. ويتوقع أن يسمح الاتفاق لمفتشي الأممالمتحدة بدخول المواقع الإيرانية المشبوهة كافة بما فيها العسكرية. لكن ذلك غير مضمون ويحق لإيران تأجيله. وعند الاختلاف على دخولهم، تقول التسريبات إنه يحق لإيران التظلم إلى هيئة تحكيم هي طرف فيها إضافة إلى الدول الست المشاركة في المفاوضات.