رسم المشاركون في الملتقى الوطني حول المكتبات المدرسية في الجزائر، المنعقد بولاية عنابة، صورة قاتمة حول واقع عمل هذه الهياكل التربوية، وأكدت مداخلات الأكادميين الذين يمثلون 9 جامعات عبر الوطن أن ''الحل يجب أن ينطلق من خطة وطنية على مستوى وزارة التربية تضع معايير لتحديث هذه المكتبات واختصاصييها ووضع مقاييس في عملها ودورها''. ذكر الأستاذ بطوش كمال من جامعة منتوري بقسنطينة أن ''الواقع يقول إن المكتبة المدرسية وظيفة مهملة في المنظومة التربوية، حيث تحولت إلى مقرات للمداومة أو سماع الموسيقى، وبفعل نقص الترويج للقراءة وتقادم العناوين وتكررها وضعف الخدمات تحولت هذه المكتبات إلى مكان راكد للراحة بدون هدف، وقد تبع ذلك حالة الفوضى والتسرع لاقتناء الكتب المدرسية الحديثة وبدون خطة وطنية تربوية للشراء''. وأجمعت باقي مداخلات المختصين أن حال المكتبات المدرسية من خلال نتائج دراسات وأبحاث ميدانية أجريت على عينات واسعة من المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاث بالولايات يؤكد أنها من ''المكتبات التي أهملت لفترات طويلة وليس لها مقاييس وطنية وصارت من المكتبات القديمة التي لم يدخل لبعضها مرجع أو كتاب ثقافي منذ عشرين عاما ببعض المدارس، مما يعكس حالة عدم الإكتراث والنظرة السلبية لقيمة المكتبة ودورها في تطوير ملكات البحث والتوسع المعرفي والثقافي لدى الأجيال القادمة التي اختصرت احتياجاتها المعرفية بالكتب والمقررات الرسمية''. وقد أوصى المختصون والأساتذة الجامعيون من خلال ورشات وأفواج العمل المشكلة ب ''إنشاء ودعم إدارة المكتبات المدرسية في وزارات التربية لتطوير إدارة المكتبات محتوى وخدمات، والحث على تأسيس مراكز للموارد التربوية في جميع المدارس ومستوياتها مع توفير الطاقات البشرية المتخصصة في المكتبات وإدارتها على مستوى مدارس القطر، ودعوة كليات علم المكتبات بالجامعات للمساهمة في تطوير خدمات وتنظيم المكتبات المدرسية''.