حصد الفيلم السينمائي الجزائري "البئر" أربع جوائز في ختام الدورة ال31 ل"مهرجان الإسكندرية السينمائي"، حيث توج هذا العمل الذي أخرجه لطفي بوشوشي وشارك في المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، بجائزة أفضل فيلم فيما عادت جائزة أحسن ممثلة إلى بطلة العمل نادين قاسي، إلى جانب جائزتي أحسن سيناريو وأحسن إخراج. ويطرح هذا الفيلم الروائي الأول لبوشوشي على مدار 90 دقيقة معاناة سكان قرية صغيرة معظمهم نساء وأطفال في الحصول على الماء لهم ولحيواناتهم بعد أن طوقتهم قوات الاستعمار واستحال عليهم استغلال البئر الوحيدة التي ألقيت بها جثث جنود. وبحركات بطيئة عمدت كاميرا المخرج التمادي في تجسيد تلك المعاناة في أبسط مظاهر الحياة اليومية لهذا المجتمع النسوي الذي غاب عنه الرجال إما لالتحاقهم بجيش التحرير الوطني أو لاستشهادهم، مبرزا حدة المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة من حماية بيتها وأطفالها الذين أثر فيهم العطش والتواجد المهدد لعساكر الاحتلال. وأمام استمرار الحصار ونفاذ الماء المخزن لدى الأسر وموت الماشية و ظهور علامات جفاف على أجساد الصغار تعتزم النساء وفي مقدمتهن "فريحة" و"خديجة" التي فقدت ابنتها خلال الحصار على رفع التحدي ومواجهة رصاص قناصي الكتيبة الفرنسية المحاصرة للقرية.وتنمكن تلك النساء من رفع التحدي والخروج من القرية تتقدمهن الثنائي "فريحة" و"خديجة" اللتين أرغمتا الشيخين "بلقاسم" و"بن عودة" على الالتحاق بالركب. ورغم استشهاد الأربعة إلا أن إصرار البقية على المرور أفشل الجانب الآخر. من جهة أخرى، لقي فيلم "البئر" إعجاب جمهور مهرجان الإسكندرية وتأثرهم إلى درجة البكاء بالنظر إلى قصة العمل الإنسانية، ويعد هذا الفيلم التجربة الأولى للمخرج لطفي بوشوشي الذي اعتبر بكاء الجمهور أثناء مشاهدة العرض أكبر جائزة يفوز بها في مهرجان الإسكندرية، فيما خرج الفيلم الجزائري المثير للجدل "قصة يهوذا" للمخرج رابح عامر خالي الوفاض من المهرجان.