تأجيل محاكمة الساعدي القذافي إلى نوفمبر المقبل أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، عن "توافق في الآراء بشأن العناصر الرئيسية"، متوقعاً التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة الوحدة الوطنية خلال اليومين المقبلين. وشارك ممثلو المجتمع المدني والأحزاب والبلديات في هذه الجولة التي وصفتها الأممالمتحدة ب"لحظة الحقيقة". وأكد ليون أنه "بعد ساعات طويلة من المناقشات، توصلنا إلى ما نعتبره توافقاً في الآراء بشأن العناصر الرئيسية". وقال إن الأطراف استطاعت تجاوز خلافاتها بشأن ثماني نقاط من أصل تسع، لافتاً إلى أنه "يوم مهم جداً لليبيين، لأن ممثليهم وضعوا مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار، وأظهروا إرادة سياسية، وعملوا بمرونة للتوصل إلى هذا الاتفاق". وأضاف المبعوث "نعتقد أن هذا النص سيلقى الدعم الكامل، وسيتم التصويت عليه من قبل الطرفين. كما سيتم التصديق عليه من قبل باقي المشاركين في الأيام المقبلة". كذلك أوضح ليون أن البعثة ستقوم "صباح الأحد بتوزيع هذا النص الذي نعتقد أنه سيكون نصاً توافقياً، فيما سيغادر وفد المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الصخيرات لمدة 48 ساعة من أجل عرضه في طرابلس، على أن يعود بأسماء المرشحين لحكومة الوحدة الوطنية". وأشار إلى صعوبة ما تبقى من هذا الحوار، لكنه أوضح أنه "سيكون من الممكن التوقيع على اتفاق نهائي في الموعد المحدد في 20 سبتمبر". وعقد السفراء والمبعوثون الخاصون إلى ليبيا لقاءات مع الأطراف، مشددين في بيان على أن "الفوضى السياسية، وانتشار داعش، وتدهور الوضع الاقتصادي والأزمة الإنسانية تجعل من الضروري التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع"، وعبّروا عن تأييدهم لموعد 20 سبتمبر. من ناحية أخرى، طالب مجلس النواب الليبي المؤتمر الوطني المنتهية ولايته بتقديم أسماء مرشحيه للحكومة خلال يومين. وأشار المجلس إلى أنه تسلم مقترحات جديدة في لقاء الصخيرات الأخير وأنه يتعامل معها بجدية. ووضع وفد مجلس النواب 6 شروط للموافقة على المقترحات الجديدة بشأن الحوار. وكان المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته قد عاد إلى طاولة الحوار في الصخيرات بتشكيلة جديدة لوفده لكن دون تغيير في مواقفه المتصلبة، فهو يريد أن يستحوذ على تركيبة المجلس الأعلى للدولة الذي اقترحه المبعوث الدولي مقابل الاعتراف بمجلس النواب كسلطة تشريعية وحيدة في البلاد تمنح الثقة وتنزعها من أي حكومة يتم الاتفاق عليها بإشراف المجموعة الدولية. ومع تمسك مبعوث الأممالمتحدة، برناردينو ليون، بموعد العشرين من سبتمبر كموعد أخير لتوقيع اتفاق سلام وتشكيل حكومة توحد ليبيا المنقسمة بين حكومتين وبرلمانين متنافسين يكثف شركاء ليبيا الممثلون في المفاوضات بسفرائهم في ليبيا ضغوطهم على فرقاء الأزمة لضمان نجاح مساعي برناردينو ليون. وفي تطور آخر، استأنفت محكمة في العاصمة الليبية اليوم، محاكمة الساعدي القذافي، نجل معمر القذافي، بتهم القتل والمشاركة في القمع الدامي لثورة العام 2011، قبل أن تقرر تأجيلها إلى الأول من نوفمبر المقبل. وقال المتحدث باسم "مؤسسة الإصلاح والتأهيل - الهضبة"، التي تشرف على عمل سجن الهضبة حيث قاعة المحكمة، عثمان القلاني، إن "الساعدي حضر جلسة محاكمة جديدة اليوم. وبناء على طلب محامي الدفاع، تأجلت المحاكمة إلى الأول من نوفمبر 2015".