عشية أول أمس، أزمة بنزين حادة على مستوى أغلب نقاط بيع هذه المادة الحيوية ترجمتها عشرات الطوابير من السيارات على مستوى أغلب محطات شحن الوقود بمختلف أحياء وشوارع المدينة في وقت رفض أصحاب هذه الأخيرة إعطاء تفسير مقنع لهذه الأزمة ما عدا الإشارة إلى تأخر وصول شاحنات الضخ التابعة لمؤسسة نفطال التي تحتكر توزيع مادة البنزين. اضطر أغلب المواطنين عشية أول أمس للانتظار طويلا ببعض محطات بيع البنزين، على خلفية الأزمة غير المعتادة التي شهدتها مختلف المحطات ببعض المناطق سيما تلك التي تتواجد داخل النسيج العمراني للمدينة، ما دفع بأغلب السائقين إلى التوجه إلى البلديات المجاورة لشحن مركباتهم في حين فضل أصحاب سيارات الأجرة التوقف عن العمل إلى غاية معالجة هذه الأزمة التي ظلت متواصلة كذلك في الساعات الأولى من نهار أمس. وبحسب رأي العديد من أصحاب المحطات الذين اصطدموا من التدفق الهائل لعدد كبير من السيارات فإن السبب الرئيسي في نشوب هذه الأزمة المفاجئة إنما مرده إلى التذبذب الذي صار يميز نشاط توزيع مؤسسة نفطال، حيث عادة ما تتأخر الشاحنات التابعة لها عن القيام بعملية التوزيع في الموعد المحدد ما يزيد من تفاقم هذه الأزمة ويعقد نشاط بيع مادة البنزين على مستوى أغلب المحطات المنتشرة عبر نقاط المدينة. وأضاف هؤلاء أن السلوك المذكور يعتبر منافيا تماما للتعامل اللائق مع زبائن مؤسسة نفطال بوصفها المؤسسة التي تحتكر لوحدها نشاط توزيع وبيع البنزين ومختلف زيوت المحركات الميكانيكية على المستوى الوطني. وشهدت أغلب المحطات بوسط المدينة عشية أول أمس نفاذا كليا لمختلف أنواع البنزين مثل الممتاز أو البنزين المجفف من مادة الرصاص الذي يكثر عليه الطلب مقارنة مع باقي الأنواع خاصة بالنسبة للسيارات الجديدة التي يوصى بشحنها بهذا النوع ما دفع بأغلب السائقين الذين كانوا مضطرين إلى قطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى منازلهم للعودة إلى استعمال البنزين العادي ولو بكميات صغيرة. الأزمة هذه التي لم يعتد عليها أغلب المواطنين بعاصمة الغرب الجزائري فسرها البعض كذلك بالارتفاع المذهل لعدد السيارات بالمدينة الذي تضاعف حسب بعض الإحصائيات إلى أكثر من 4 أضعاف مقارنة بالعشر سنوات الماضية مع العلم أن المدينة كانت قد عايشت أزمة مماثلة في فصل الصيف الفارط لكنها لم تدم سوى يوما واحدا قبل أن يتم تدارك الوضع.