كشف مصدر حكومي مطلع ل«البلاد" أن الوزير الأول عبد المالك سلال قد طرح خلال آخر مجلس حكومي منعقد قبل العيد الأضحى قضية التضامن والتماسك بين الفريق الحكومي لمواجهة التحديات والظرف العصيب الذي تمر به البلاد، حيث طالب سلال وزراءه بوضع انتماءاتهم السياسية والحزبية وخلافاتهم جانبا للعمل بشكل متناسق بينهم وتفادي إطلاق التصريحات المتضاربة التي تضعه في بعض الأحيان في موقف حرج. فعلى الرغم من أن سلال قد أكد في تصريحات سابقة أن حكومته تعمل باندماج تام، إلا أن التناقضات والتصريحات التي يطلقها وزراؤه جعلت الكثير من المتتبعين يجزمون بوجود خلافات عميقة داخل الحكومة، وهو ما عززه أحمد أويحيى الأمين العام للأرندي ثاني أكبر الأحزاب في حكومة سلال، حين وجه انتقاداً شديد اللهجة إلى الوزير الأول وطاقمه بمن فيهم وزراء حزبه الذين يشغلون دوائر مهمة في الطاقم الحالي. وأشارت مصادرنا في هذا السياق إلى أن الوزير الأول بدا فعلاً "مستاء" بشكل كبير من تعاطي بعض الوزراء مع التوجيهات والتعليمات الصادرة منه، لذا حرص على أن يوجه إلى الوزراء تعليمات شديدة اللهجة بضرورة التطبيق الحرفي للتعليمات تطبيقا لبرنامج الرئيس، خاصة في ظل التصريحات المتضاربة التي يدلي بها طاقمه في بعض الأحيان على غرار الخلاف الأخير الذي ظهر على السطح بين وزيري التجارة الأسبق وكذا الصناعة والمناجم في بعض الملفات التي عملا عليها سوية على غرار القرض الاستهلاكي الذي كلما كان بن يونس يصدر تصريحا يعلن فيه عن موعد إطلاقه إلا ويعود بوشوارب ليكذب الموعد من جديد. كما وجه الوزير الأول عبد المالك سلال تعليمة خاصة إلى وزرائه بتفادي الصدامات مع السياسيين وزعماء الأحزاب على غرار زعيمة حزب العمال لويزة حنون في ظل الظروف الحالية التي تسعى خلالها الحكومة من أجل الخروج من الأزمة المالية الراهنة، حيث خص سلال بالذكر وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب الذي يتلقى حصة الأسد من انتقادات حنون التي لطالما وجهت إلى وزير الصناعة والمناجم انتقادات لاذعة ووصفت علاقاته برجال الأعمال ب«المشبوهة" خصوصا علاقته برئيس منتدى رؤساء المؤسسات والذي تعتبره الأمينة العامة لحزب العمال لوزية حنون زعيم الأوليغارشية في الجزائر، وعلى إثر ذلك حركت حنون نواب حزبها بالبرلمان لمواجهة وزير الصناعة والمناجم الذي سيقدم قانون الاستثمار الجديد خلال الأيام المقبلة أمام البرلمان. ولعل العبارات التي رددها وزير الداخلية نورالدين بدوي وزميلته في الحكومة وزيرة التضامن مونية مسلم، حين قاما بمعايدة نزلاء دار المسنين في باب الزوار بالعاصمة، حين أثارا مسألة التضامن الحكومي والعمل في تنسيق تام بين أعضاء الفريق الوزاري، والتغطية والاهتمام التي أوليت لهاتين العبارتين لخير دليل على التوصيات المشددة التي أعطاها سلال لوزرائه بضرورة إبداء التناغم والنتاسق في التصريح والعمل بينهم لتفادي حديث صالونات السياسة، حديثًا حول انقسام الحكومة ما دفع بوزراء متنفذين إلى إثارة مسائل التضامن بين أعضاء الطاقم الحكومي اقتداءً بتصريحات سابقة لسلال التي سبق أن أطلقها حين قال قبل أسابيع، قال فيها إن الفريق الحكومي يعمل في تماسك وتنسيق تام ولا وجود لخلافات بين أعضائه والجميع مكلف بمهمة واحدة هي تطبيق برنامج رئيس الجمهورية.