يرى دبلوماسيون أمريكيون شغلوا مناصب مسؤولية في سفارة بلادهم في الرباط في برقية ''سرية'' مؤرخة في أوت ,2008 كشف عنها موقع ''ويكيليكس''، أن الجزائر لا تشكل تهديدا ''وشيكا'' بالنسبة للمغرب، رغم استمرار حالة إغلاق الحدود البرية بين البلدين منذ 1994 وبرودة العلاقات الثنائية·وأوضحت وثيقة السفارة الأمريكية في الرباط أن الجزائر تعتبر ''الشغل الشاغل'' للجيش المغربي، كاشفة عن ''المخطط الاستعجالي'' الذي أعدته القيادات العسكرية المغربية لمواجهة أي طارئ محتمل من دول الجوار في إشارة إلى الجزائر، مضيفة أن القوات العسكرية المتمركزة في محميات عسكرية على بعد 100 كلم من الحدود المشتركة مع الجزائر، تقوم باستمرار ب ''بمناورات عسكرية'' للإبقاء على الجاهزية والاستعداد للقوات، بعدما أكدت أن الجيش المغربي لا ينشر أفواجه على طول الحدود مع الجزائر·وفي سياق سباق المغرب نحو التسلح وتجديد ترسانته العسكرية، شككت الوثيقة في قدرة المغرب في شراء معدات عسكرية عالية الجودة، كرد فعل على السياسة التي انتهجتها وزارة الدفاع الوطني في الجزائر التي شرعت منذ سنوات في إعادة تجديد وعصرنة قوات الجيش بمختلف تخصصاتها، ويرجع ذلك حسب الوثيقة إلى القيمة المالية الكبيرة لهذه المعدات والتي ''لن تكون في متناول الإمكانيات البسيطة للمملكة المغربية''، خاصة مع تركيز اهتماماتها العسكرية على الصحراء الغربية وما يتطلب ذلك من ميزانيات حربية ولوجيستية لمواصلة احتلالها لهذا الإقليم منذ 35 سنة، خاصة بين 50 و70 بالمائة من قوات الجيش المغربي تتمركز داخل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية·وترى وثيقة سفارة أمريكا في الرباط أن الجيش المغربي 386 ألف جندي، منهم 175 ألف من المشاة و13 ألفا من القوات الجوية و7800 ومن البحرية و22 ألفا من قوات الدرك الملكية يتخبط في عدد من المشاكل التي أثرت عليها سلبا، خاصة مع تفشي الرشوة والبيروقراطية وضعف المستوى التعليمي للعسكر المغربي والتهميش السياسي، إضافة إلى قدم المعدات العسكرية·