استبعدت باكستان أمس إمكانية وقوع مواد نووية باكستانية في ايدي الارهابيين ووصفت المخاوف والقلق الذي تشعر به الولاياتالمتحدة وبريطانية بهذا الشأن بانه لا اساس له. وتشير البرقيات والمراسلات التي ارسلها دبلوماسيو البلدين في اسلام آباد الى مخاوفهما من امكانية وقوع مواد نووية خاصة بالبرنامج النووي الباكستاني بايدي ارهابيين حسبما كشف موقع ويكيليكس. واعلن ناطق باسم الخارجية الباكستانية ان اجراءات التحكم والرقابة على المواد النووية في باكستانية محكمة تماما ولم تتعرض هذه المواد لاي حوادث خلال السنوات الماضية. وتفيد المعلومات الجديدة التي نشرها موقع ويكيليكس يوم الثلاثاء الفارط ان باكستان تزيد حجم ترسانتها النووية باستمرار على الرغم من حالة عدم الاستقرار السياسي التي تمر فيها. وكان موقع ويكيليكس قد سرب احدى البرقيات الدبلوماسية التي جاء فيها ان ماريوت لسلي وهو مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية قد قال في سبتمبر 2009 لدبلوماسيين امريكيين ان لندن قلقة جدا حيال امن الاسلحة النووية الباكستانية. ومن جهتها، قالت االسفيرة الامريكية في إسلام اباد آن باترسن في احدى البرقيات المرسلة الى الخارجية الامريكية مطلع 2009 ان ما يقلق ليس رؤية مسلحين إسلاميين يسرقون اسلحة نووية، بل ان يتمكن مثلا احد الموظفين الباكستانيين في احد المفاعلات النووية من تهريب مواد كافية لصنع سلاح نووي. كما افادت التسريبات التي نشرت بعضها صحيفة الجارديان البريطانية ان موسكو شاركت قلق كل من لندنوواشنطن حيال الملف النووي الباكستاني. ووفقا لهذه الوثائق فقد قال الدبلوماسي الروسي يوري كوروليف ان المتطرفين الاسلاميين في باكستان لا يسعون الى السيطرة على السلطة فحسب بل يحاولون السيطرة على القدرة النووية لهذه البلاد ايضا. كما اضاف كوروليف بأن هناك بين 120 و 130 الف باكستاني على علاقة من قريب او بعيد بالترسانة النووية الباكستانية، وليس هناك اي ضمانات تفيد بأن هذا المجال ليس مخترقا، وبخاصة مع القدرة التي يملكها المسلحون الاسلاميون في تجنيد متطوعين جدد. واثار ويكيليكس غضب الولاياتالمتحدة اذ اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين ان تسريب هذه المعلومات ليس فقط هجوما على الولاياتالمتحدة بل على العالم أجمع وأن من شأنه أن يعرض حياة آلاف الأمريكيين للخطر، مشيرة الى ان بلادها ستلاحق المسؤولين عن تسريب هذه الوثائق. كما اعلن وزير العدل الأمريكي إريك هولدر أن السلطات الأمريكية تقوم بتحقيقات جنائية مكثفة في أعقاب صدور وثائق ويكيليكس، بينما ندد البيت الأبيض بما وصفه ب العمل غير المسؤول والخطير بسبب نشر ويكيليكس وثائق سرية تعرض حياة كثيرين للخطر. وتشير احدى المراسلات الدبلوماسية الامريكية التي حصل عليها موقع ويكيليكس إلى إن بريطانيا تعهدت بحماية المصالح الامريكية إبان التحقيق الذي اجرته لجنة تشيلكوت التي شكلت العام الماضي للنظر في الحرب على العراق. وتقول الوثيقة إن بريطانيا قدمت تطمينات للولايات المتحدة بهذا الشأن أثناء لقاء بين مسؤولين من وزارة الدفاع البريطانية ووفد امريكي زائر للبلاد، حيث قال الجانب البريطاني إن لندن وضعت التدابير اللازمة لحماية المصالح الامريكية. على صعيد آخر، افادت تسريبات جديدة لويكيليس نشرت في صحيفة الباييس الاسبانية عن قلق الولاياتالمتحدة من التقارب بي فنزويلا وكوبا منذ عام 2006. وتشير التسريبات الى ان الاستخبارات الكوبية في فنزويلا تملك وسائل الاتصال مباشرة بالرئيس هوجو تشافيز، وذلك نقلا عن برقية كان قد ارسلها سفير واشنطن في كاراكاس ويليام براوننفيلد الى البيت الابيض عام 2006. واضافت المعلومات التي سربتها ويكيليكس ان الجديد في هذا المجال برقية ارسلت خلال عام 2010 الجاري عبر السفارة الامريكية في فنزويلا الى وزارة الخارجية الامريكية اوردت ان رجال الاستخبارات الكوبيون يسيطرون على عمليات التجسس ضد السفارة الامريكية في كاراكاس. وتجدر الاشارة الى ان فنزويلا وكوبا بلدان تحكمهما حكومتان يساريتان تعارضان بشدة السياسات الامريكية.