الأمريكيون يشككون في نزاهة القاضيين جون لويس بروغيير وجون فرنسوا ريكار فضحت وثائق أمريكية سرية، كشف عنها الموقع الإلكتروني ''ويكيليكس''، تودد قضاة فرنسيين لدبلوماسيين أمريكيين، من خلال تحقيقات ''غير مكتملة'' أدين فيها ''جزائريون دون أدلة'' في قضايا تتصل بالإرهاب، وتدين الوثائق الجديدة بشكل صريح القاضي الشهير جون لويس بروغيير الذي أمسك بين يديه عشرات الملفات (على علاقة بالإرهاب)، يزعم فيها تورط جزائريين. كشفت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، إحدى الصحف الخمسة عالميا التي حصلت على حق نشر وثائق سرية عن موقع ''ويكيليكس''، معلومات عن تفاصيل بخصوص جزء من التعاون الفرنسي الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب، وضمن الملف وجدت قضايا لجزائريين تدّعي الوثائق أن قضاة فرنسيين استغلوها للتودد للأمريكيين. ويقر دبلوماسيون أمريكيون، في برقية سرية، باحتمال كبير لبراءة الجزائري جمال بغال. وتشير برقية مؤرخة في سنة 2005 أن الأمريكيين يشككون في مصداقية التحقيق الفرنسي في قضية جمال بغال، وتقول البرقية إن ''جون فرنسوا ريكار (قاض فرنسي حقق في قضية بغال) يقول بأن الأدلة (ضد بغال وضد معاونيه) غير كافية في الحقيقة لإدانته، ولكن يعتبر بأن مصالحه تحققت بفضل سمعتها''. ويقصد الأمريكيون أن القاضي الفرنسي يرى أنه كسب شهرة ومصلحة من إدانة بغال في خضم الحملة الدولية ''ضد الإرهاب''. وقد اعتقل بغال في 2001 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو في طريقه نحو فرنسا بعد فترة طويلة، وفقا للفرنسيين، من المكوث في باكستان وأفغانستان، واتهم بعلاقة غير واضحة بمفتي الجماعات الإرهابية الأردني عمر محمود عثمان أبو قتادة، والفرنسي المغربي الأصل زكريا الموسوي. لكن مقرّبين من جمال بغال تحدثوا، في وقت سابق، عن ''مؤامرة'' استهدفته من الفرنسيين. كما أشار الدبلوماسيون الأمريكيون بعد محادثات في ماي 2005 مع مستشار بوزارة الداخلية الفرنسية، إلى أن في فرنسا ''معيار الدليل في التواطؤ الإرهابي ضعيف، بالنسبة لباقي القضايا الجنائية''. كما أكدت ذات الوثائق تردد قضاة فرنسيين مختصين في مكافحة الإرهاب على السفارة الأمريكية بباريس، وتسببوا في كشف تحقيقات فرنسية سرية. وذكرت الوثائق الأمريكية كلا من القاضي جون لويس بروغيير، وكذا جون فرنسوا ريكار. وتتهم برقية مؤرخة في 17 مارس 2005 قضاة فرنسيين مكلفين بالتحقيقات في قضايا على صلة بالإرهاب، بأنهم بعيدون عن النزاهة، وعقلت ''هم يعملون في عالم آخر غير ذلك المتعلق بباقي العدالة''. وعرض الموقع الإلكتروني وثيقة أخرى عن دبلوماسي أمريكي في باريس، يتحدث فيها عن رأي الفرنسيين بخصوص الترحيل الذي تم للمعتقل السابق في غوانتنامو، الجزائري لخضر بومدين، ثم جزائري آخر هو صابر لحمر إلى فرنسا، بعد موافقة الأخيرة على مساعدة أوباما على إغلاق المعتقل. وكتب الدبلوماسي الأمريكي في جانفي 2009 أن ''باريس مستعدة لعمل شيء أكبر من مجرد استقبال معتقل سابق، لكنهم (الفرنسيون) يتحدثون عن صعوبات وجب لإزالتها أن تتعاون أجهزة الاستخبارات الأمريكية في تقديم المزيد من المعلومات عن المعتقلين''، مضيفا أن باريس تريد ''أيضا تقييم المرشحين الآخرين، لأنها تخشى رد فعل الرأي العام حول أسباب قبول فرنسا باستقبال معتقلين خطيرين''.