بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد: الجزائر أمانة في أعناقنا.. أيها الشعب الجزائري المسلم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يقول الحق سبحانه وتعالى: ''يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون''، الأنفال: 42. ويقول الله تعالى: ''ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه، والله بما تعلمون عليم''. البقرة: 383، ويقول عز وجل: ''وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب'' المائدة 2. ويقول المولى جلا وعلا: ''والذين هم لأماناتهم وعهدهم واعون ''، المؤمنون: 8. ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم :''إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى''.. يا أمة الملايين من الشهداء.. إنك مقبلة على موعد مع التاريخ، فدوّني فيه الصفحة الناصعة كما دوّنها الأسلاف بدماء التضحيات.. إن الجزائر في التاسع من أفريل القادم تنتظر من كل جزائري أصيل كريم أن يضم صوته لصوت جميع الجزائريين ويدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية المقبلة. أيها الشباب الجزائري.. أيها العقلاء.. أيها الأبناء البررة في ديار الغربة.. إن حنينكم إلى الديار وإلى الوجوه الطيبة من أبناء الوطن المفدى يزيده شوقا واتصالا وترابطا إذا ما أقدمت على التصويت والاقتراع، وفوت الفرصة على الأعداء الذين لا يريدون الخير للعباد والبلاد. أيها الغيور على الدين والوطن.. لا تكن سلبيا ولا غير مهتم، إن جزائر المجد والإسلام يراد لها من دعاة المقاطعة كل شر.. ففوت الفرصة على أعداء الدين والأمة وأبرز صوتك في صندوق الاقتراع واجعله شوكة في حلوق أذناب الاستعمار وأدلي بصوتك وشارك بقوة ولا تكتم الشهادة فتسأل عنها يوم القيامة ولقد أفتى العلامة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بفرضية ووجوب المشاركة في التصويت بقوله: ''أنا أرى أن الانتخابات واجبة، يجب أن نعين من نرى أن فيه خيرا، لأنه اذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر، أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر، أتباع كل ناعق، فلا بد أن نختار من نراه صالحا''. يا أمة الخير والبركات.. إن الجزائر اليوم ولله الحمد والمنة تعيش في الأمن والاستقرار بفضل الله تعالى ثم بفضل جهود رجال مخلصين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل نشر الخير والسلم والصلح بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد.. يا أبناء هذا الوطن المفدى.. إن مشاركتكم بالتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة بإذن الله تعالى هي مفتاح للخير ومغلاق للشر.. إن تصويتكم في تحقيق مصلحة عظيمة ودرء لمفسدة كبيرة، ولقد بني الإسلام على ذلك كما قرره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه اللع تعالى بقوله: ''إن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها''. وقرر أن السعي لاتخاذ الحاكم والرئيس للبلاد هو دين يتعبد الله به المؤمن ربه سبحانه وتعالى فقال رحمه الله: ''يجب أن يعلم أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا الدنيا إلا بها.. إلى أن قال: ''فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها الى الله''. وعلى هذا سار جميع العلماء الربانيين العاملين مثل الألباني وبن باز وغيرهم من الصالحين الأخيار. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا الأمن والإيمان والسلم والإسلام، ونسأله سبحانه أن يولي علينا الأخيار الصالحين وأن يؤلف بين قلوبنا ويجمع شملنا ويوحد صفوفنا وأن يحيينا حياة السعداء ويميتنا ميتة الشهداء، إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين. الجزائر يوم الاثنين 72 صفر 0341 ه الموافق ل: 32 فيفري 9002م التوقيع: مجموعة من المشايخ والدعاة الى الله تعالى من أبناء الجزائر عنهم: السعيد معاريف يوسف مشرية أبو سعيد الجزائري