بالرغم من أن جلسة الاستماع في وكالة مراقبة البيئة حول ما يعرف في كندا بخط أنبوب الشرق التي تمت بحضور رئيس وزراء إقليم كيبك هو حدث محلي في المظهر، إلا أنه يحمل في جوهره الكثير من المعطيات الجديدة التي تخص سوق النفط في العالم الذي يعيش موجة تهاو في أسعاره هي الأسوأ منذ عقود. فقد نقلت وسائل إعلام كندية أن الجلسة شهدت توافد أعداد كبيرة من مواطني الاقليم الذي يستورد نصف حاجته الطاقوية من الخارج ومن الجزائر التي تمتلك حصة مهمة بالرغم من انخفاضها خلال السنوات الأخيرة، ليطالبوا بإلغاء المشروع لما يتضمنه من مخاطر كبيرة على البيئة لدى مروره عبر المقاطعة قادما من غرب البلاد متجها شرقا نحو منطقة نيوبارنسويك، حيث كان من المقرر أن يتم تحويل ما لا يقل عن 1,1 برميل يوميا في مرحلة مبدئية يمكن أن يتم تطويرها مستقبلا، وهو ما كان يعتبره خبراء الطاقة بالمشروع الذي سيغير واقع هذا السوق بدخول النفط الصخري بقوة في منافسة النفط التقليدي، الأمر الذي أدخل أسعار الأخير في تراجع حاد. ونقلت قناة "سي تي في" الكندية عن رئيس إقليم كيبك "فيليب كويار" رده على الاحتجاجات التي شهدتها جلسة الاستماع، بالقول "ليس من المساعد منع الناس عن الكلام"، في إشارته إلى غلق معارضي المشروع أبواب القاعة ومنع المؤيدين من الدخول والتعبير عن رأيهم. وركز المعارضون على أن المشروع يمكن أن يتسبب في مخاطر بيئية تفوق بكثير المنافع الاقتصادية الناتجة عنه، خصوصا في حالة حصول تسربات من هذا الأنبوب الضخم مما يهدد الثروة المائية الكبيرة التي تمتلكها كندا، وهو ما دفع بالوكالة إلى برمجة جلسة استماع أخرى في شهر أفريل المقبل. وعلقت وسائل اعلام محلية على تأجيل الحسم في الموضوع بتزايد حدة الحركات الاحتجاجية حول المشروع مما قد يلغيه، وبالتالي تواصل الأقاليم الشرقية في كندا الاعتماد على النفط المستورد من الخارج ويلغى مشروع الأنبوب الناقل.ورغم أن قيمة الصادرات الجزائرية من النفط الخام إلى كندا، تراجعت عام 2013 من 3,3 مليار دولار إلى 1,3 مليار دولار في 2015، إلا أن "هزيمة" مشروع الربط بالنفط الصخري في داخل كندا يحمل الكثير من العلامات الإيجابية لسوق النفط العالمية، يضاف إلى المصاعب التي يلقاها هذا النوع من الطاقة على مستوى تنافسية السعر، حيث أشار الخبير الطاقوي حيدر بن دريهم في اتصال مع "البلاد" إلى أن الدول التي شرعت في التنقيب عن النفط الصخري منذ عام 2008، بدأت في التراجع عن مشاريعها جديا منذ ما يقارب السنة، نظرا لانخفاض سعر النفط التقليدي إلى ما دون 60 دولارا.