عبّر سمير عصفور والد الأسير الجريح أحمد عصفور عن قلقه الكبير على ابنه الذي يقبع في سجن ''ريمون'' المركزي الإسرائيلي، ودعا إلى تدخل الهيئات والمؤسسات الحقوقية لإنهاء المعاناة التي يعيشها في كل دقيقة وراء القضبان منذ سنتين كاملتين خاصة أنه جريح بسبب القصف الإسرائيلي على غزة المحاصرة·كشف سمير عصفور أن الوضع الصحي لابنه أحمد ذي 17 سنة خطير جدا، مضيفا أن ابنه أصيب في قصف إسرائيلي بقرية ''عباس الجديدة'' عندما خرج للتزود بالمواد الغذائية من السوق، ليتعرض هو وعدد من الفلسطينيين لقصف من طائرة استطلاع بثلاثة صواريخ حيث أصيب في عينه اليسرى وبكسر في الفم والأسنان وبتر في أصابع اليد اليسرى، بالإضافة إلى فقدانه الكوع وقطع بالعصب وتهشيم للعظم في اليد اليمنى، وهو ما أدى إلى شلل اليد اليمنى·كما تعرض الأسير الجريح لشظايا، وهو ما أدى إلى فقدان جزء كبير من الأمعاء بالإضافة للبنكرياس وإصابة أعضائه التناسلية إصابة بالغة، وإصابات بالغة في الأرجل، كما أصبح مريضا بالسكري نتيجة فقده البنكرياس· كل هذه الإصابات سببت له إعاقة دائمة لعدم قدرته على خدمة نفسه بنفسه، كما أنه بحاجة إلى مُرافق دائم معه·حكاية ''الغدر'' الإسرائيلي واعتقال أحمدويروي الوالد كيف خدع من طرف الإسرائيليين عندما أخذ ابنه للعلاج بعدما فشل علاجه في مصر، وهو ما حتم عليه البقاء هناك ثمانية أشهر ولم تتحسن حالته· فنصحه الأطباء في القاهرة بضرورة نقله للعلاج في أوروبا وبالتحديد إلى ألمانيا، لكن الظروف لم تسمح بذلك، وبعدها أرجعه إلى غزة ليتم تحويله للعلاج في مستشفى القدس (سانت جوزيف)، وجاءت الموافقة فتم حجز موعد له· وأشار والد أحمد ''إنه وبناء على الموافقة من قبل المستشفى الإسرائيلي توجهت للارتباط الفلسطيني ليجري التنسيق اللازم لخروج أحمد من غزة، وبعد 35 يوما جاء الرد بالموافقة، فتوجهنا إلى معبر بيت حانون (إيرز) حيث كان أحمد على كرسي للمعاقين لعدم مقدرته على المشي، وما هي إلا لحظات وإذا بنا نفاجأ من الطرف الإسرائيلي باعتقال أحمد وإرجاعي إلى غزة، مما تسبب لي في صدمة نفسية، حيث لم أكن أتوقع ذلك ولو في الحلم، وذلك لكون أحمد في وضع صحي سيئ للغاية''· ولم يجد الأب سوى القول للجنود الإسرائيليين إنهم يريدونه هو وليس ابنه· ومنذ نوفمبر 2009 إلى غاية اليوم، لا تعلم الأسرة عن ابنها ومصيره شيئا، سوى تلك الرسالة التي وجهها الابن إلى والدته يقول فيها ''إنه لا يستطيع الأكل ولا يقدر على المشي''·وسلم والد الأسير الجريح ''البلاد'' مختلف التقارير الطبية التي توضح وضع ابنه الصحي متسائلا: لماذا اعتقل الجريح، وهل يتلذذ الإسرائيليون بتعذيب جريح لا نعرف إن كان سيعيش؟ أحمد عصفور كان يدرس الصحافة والإعلام بجامعة الأقصى قبل إصابته وأسره، وهو ما جعله يقول في إحدى رسائله القليلة إنه سيصبح صحفيا باللسان فقط، لأن يده اليمنى مشلولة· وطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط على حكومة الاحتلال من أجل الإفراج العاجل عن ابنه الجريح· ورغم حاجته إلى علاج عاجل فإن مصلحة السجون رفضت تحويله إلى المستشفيات بحجة أنه موقوف بتهمة أنه يذهب للصلاة ويقوم برصد تحركات الجنود للمقاومة الفلسطينية·