أخضعت مصالح الأمن أفراد عائلة أمير تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' عبد المالك دروكدال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود''، لتجارب الحمض النووي بغية التأكد من مطابقة عينات التحاليل لجثث بعض الإرهابيين ممن جرى القضاء عليهم في العملية العسكرية الأخيرة التي يقوم بها الجيش في جبال سيد علي بوناب، خاصة أن المعلومات الأمنية تتحدث عن وجود أمير التنظيم الإرهابي في المنطقة التي استهدفتها نيران الجيش حينما كان يهم بعقد اجتماع مع قادة السرايا هناك·وأشارت مصادرنا إلى أن فرقة من الشرطة العلمية تنقلت إلى بيت عائلة دروكدال الكائن في قرية زيان بمفتاح التابعة لولاية البليدة، من أجل إخضاعهم لفحوصات ''أ دي أن''، كما فعلت مع باقي أهالي أمراء التنظيم الذين يحتمل مشاركتهم في هذا الاجتماع المجهض، وذلك لمعرفة مدى تطابقها مع جثث الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم لحد الآن بجبال سيدي علي بوناب، وذلك بعدما تعذر التعرف على جثث الإرهابيين نظرا للتشوهات التي تعرضت لها نتيجة القصف بالمدفعية والمروحيات·وفرضت مصالح الأمن منذ الخميس الماضي، طوقا أمنيا مشددا على المناطق المتاخمة لمسرح العملية العسكرية التي تشهدها جبال القبائل الكبرى لمنع وصول أي دعم للإرهابيين الفارين نحوها أو المحاصرين من طرف قوات الجيش·وأشارت مصادر أمنية على صلة بالموضوع ل''البلاد'' إلى أن العملية التي يشرف عليها إطار سام رفيع المستوى من وزارة الدفاع الوطني والتي جرى التحضير والإعداد لها مسبقا تهدف إلى ''قتل'' أي محاولة للفرار من المخطط الذي رسمته قيادة العملية العسكرية والذي يشبه ''الكماشة'' نظرا للطوق الأمني المضروب على مستوى جبال القبائل المشتركة بين ولايات البويرة وتيزي وزو وبومرداس، مشيرة إلى أن عملية محاصرة عدد من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، في منطقة سيدي علي بوناب بولاية تيزي وزو، والممتدة إلى حدود ولاية بومرداس، من شأنها أن تؤتي ثمارها بعد الدخول في آخر مرحلة من العملية وهي الاجتياح العسكري لمسرح العملية الذي شهد طيلة ثلاثة أيام قصفا مدفعيا بالمروحيات لتسهيل عمل قوات المشاة المشكلة من القوات الخاصة أساسا في اقتحام المنطقة بأخف الأضرار·وفي سياق متصل أشار المصدر ذاته إلى أن المناطق المتاخمة لمسرح العملية كبلديات الأخضرية وبني عمران وسيدي علي بوناب وأعفير ويسر ودلس وبرج منايل وزموري والثنية، قد وضعت تحت مخطط أمني استثنائي من طرف مصالح الأمن بالزي المدني والرسمي لمنع وصول أي إمدادات نحو الإرهابيين المحاصرين أو الفارين من الحصار الأمني، حيث تم تشديد الرقابة على مستوى الحواجز الأمنية الثابتة والمتنقلة مع تكثيف دوريات ليلية لمصالح الأمن وبخاصة الدرك الوطني، بعدما عمدت المصالح الأمنية إلى إغلاق شبكة الهاتف النقال للمتعاملين الثلاثة لمنع أي تنسيق بين الإرهابيين أو تفجير القنابل الموضوعة على مستوى تمركز الجماعات الإرهابية عن بعد عن طريق الهاتف لحمايتهم من أي زحف عسكري·ورفض المصدر الحديث عن النتائج التي حققتها العملية العسكرية التي اعتبرتها بعض الأوساط الأمنية أنها ''نوعية'' نظرا لحجم الإمكانيات البشرية والمادية التي سخرت لها، وكذا الاستعدادات الكبيرة التي سبقت العملية وجرى الإعداد لها منذ رمضان الفارط، غير أنه توقع أن تكون قوات الجيش قد وجهت ضربات موجعة لبقايا الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة·