علمت "النهار"، من مصادر مطلعة، أن الإرهابي الذي قضت عليه قوات الجيش الشعبي الوطني، نهاية الأسبوع الماضي بالجبال الفاصلة بين بلديات نڤاوس وسفيان وعين التوتة ومعافة وجبل تيكروال، هو أمير كتيبة الموت، علي مهيرة، المكنى "أبو رواحة" العقل المدبر لمحاولة اغتيال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته إلى ولاية باتنة يوم 6 سبتمبر 2006 عقب عرض جثته على أبيه وأخيه، اللذين تعرفا عليه وأكدا أن الجثة له. * وقصد إزاحة كافة الشكوك والتأكد النهائي من أن الأمر يتعلق بالإرهابي "أبو رواحة"، شرعت المصالح المختصة في إجراء تحاليل الحمض النووي لقطع الشك باليقين كون لا أحد من الإرهابيين الموقوفين، لدى عرض الجثة عليهم، أكد بشكل نهائي أن الجثة الموجودة بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى باتنة الجامعي هي لأمير كتيبة الموت، كما أنهم لم يستبعدوا الأمر نهائيا. * ويعد الإرهابي "أبو رواحة" المدبر الرئيسي لمحاولة اغتيال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته إلى ولاية باتنة يوم 6 سبتمبر 2006 عن طريق تكليفه للإرهابي منفذ العملية الانتحارية "بلزرق الهواري" المدعو "أبو مقداد الوهراني" بتنفيذ عملية الاغتيال بتفجير الحزام الناسف الملفوف على خصره لحظة وصول الرئيس، كما يعد الإرهابي أبو رواحة هو المخطط الرئيسي لتنفيذ العملية من بدايتها بتكليف بعض العناصر التابعين له بمراقبة تحركات عناصر الأمن وإخطاره بتفاصيل دقيقة لمختلف المسارات التي كان من المنتظر أن يمر عليها رئيس الجمهورية، وهو الذي كان يراقب عملية نقل الإرهابي المنتحر من حي تامشيط إلى حي "بارك أفوراج" ثم إلى وسط المدينة بواسطة منظار حربي، للتأكد بنفسه من أن الخطة التي وضعها تسير على ما يرام، بحسب الموقوفين عقب تلك العملية الانتحارية التي أودت بحياة أكثر من 25 مواطنا وجرح أزيد من 130 آخرين، الذين أوقفتهم مصالح الأمن عقب ذلك مباشرة، وتصريحاتهم أمام رجال الضبطية القضائية. * كما يعتبر الإرهابي المقضي عليه أحد أخطر العناصر الإجرامية التي كانت تنشط بجبال الأوراس نظرا لأقدميته مع العناصر الإرهابية، كونه التحق بهذه الأخيرة سنة 1994 وكان وراء عشرات العمليات الإرهابية التي أودت بحياة عشرات المواطنين والعسكريين ومختلف أفراد أسلاك الأمن، قبل أن يقوم أمير ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتحويله إلى ولاية الوادي كجندي بسبب فشله في محاولة اغتيال رئيس الجمهورية وأيضا وقوعه السهل في فخ نصبته له عناصر المخابرات المحلية بمنطقة تامشيط بعد أيام من محاول الاغتيال، حيث كاد أن يلقى عليه القبض حيا. وبالنظر إلى طبيعة المكان الذي تم فيه القضاء عليه، فإن مصادر أمنية لم تستبعد فرضية إعادة تحويله إلى جبال ولاية باتنة رفقة ما تبقى من عناصر إرهابية مازالت تنشط بمنطقة الأوراس.