اختارت باريس توقيتا حساسا لتعلن فيه مشروعا ضخما لشركتها التابعة للقطاع العام "رونو" في المملكة المغربية، ساعات فقط قبل زيارة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر التي من المنتظر أن يشرف خلالها على تدشين حجر الأساس لمشروع مصنع لشركة "بيجو" بالجزائر. وإن كانت باريس حريصة على علاقاتها بالمغرب فهي كذلك لا تريد إفساد صفحة جديدة في علاقاتها مع الجزائر التي تعرف نشاطا منذ القمة التاريخية بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند التي توجت بإعلان الجزائر سنة 2012 وليست المرة الأولى التي تنتهج فيها فرنسا سياسة اللعب على الحبلين فيما يخص مشاريعها الاقتصادية بين الجزائر والرباط والسنة الماضية حينما أعلنت "بيجو" عن مشروعها في المملكة المغربية اسبتقت ذلك بساعات للإعلان عن مشروع آخر بالجزائر، تصريحات اربكت آنذاك حتى المسؤولين الجزائريين، أين نفى وقتئذ وزير التجارة عمارة بن يونس علمه بالمشروع. ويبدو أن نظام المخزن قد استغل توقيت المشروع ليحاول التغطية إعلاميا على مشروع مصنع "بيجو" بوهران، مستغلا توتر العلاقات بين باريسوالجزائر على خلفية الحملة الإعلامية التي شنتها وسائل إعلام فرنسية مؤخرا لتلطيخ سمعة الجزائر ونقلت وسائل إعلام مغربية عن المدير العام لرونو قوله إن مصنع رونو بطنجة هو الأحسن من بين شبكة مصانعها في العالم والسيارات التي ينتجها هي الأكثر جودة. وتقدر قيمة المشروع الجديد لمجموعة "رونو" في المغرب بمليار دولار، وسيؤدّي هذا المشروع إلى إحداث 50 ألف وظيفة جديدة دائمة. وقال مسؤولون مغاربة إن هذا المشروع سيحدث رقم معاملات إضافي قيمته 20 مليار درهم "ملياري دولار" في السنة، بما يضاعف ثلاث مرات مبلغ مقتنيات مصنع رونو من القطع المصنعة على التراب المغربي ضف إلى أن هذه المنصة الصناعية ستمكن من مضاعفة مناصب الشغل المحدثة من طرف رونو بثلاث مرات، لتصل 160 ألف منصب عمل آفاق 2020 وسيتمكن المغرب بفضل هذا المشروع من بلوغ معدل اندماج محلي بنسبة 65 في المئة. في السيارات التي ينتجها محليا ويصدرها ل 31 بلدا في العالم.