أفادت مراسلة جديدة نشرها موقع ''ويكلكس'' بأن السفير الجزائري بمجلس حقوق الإنسان الأممي ، إدريس الجزائري، عبّر في مؤتمر عقد بنيويورك لمتابعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أنه ''مستعد للتعامل مع إسرائيل من أجل إقناعها بمقترح حضر إنتاج المواد الانشطارية''· وهوالمقترح الذي قدمته الجزائر وتم عرضه ضمن معاهدة منع انتشار السلاح النووي الصادرة سنة .1995 وقال إدريس الجزائري بصريح العبارة حسب الوثيقة، بحضور ممثلي دول البرازيل وأستراليا وكندا ومصر والفلبين واليابان وبريطانيا ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية لمراقبة انتشار السلاح النووي، روز غوتيمولار وعدد من الدول الغربية، ''أنا في خدمة الإسرائيليين بكل سرور''· وجاء تصريح إدريس الجزائري في سياق الحديث عن صعوبة إقناع بعض الدول في تبني المقترح الجزائري الخاص بحضر إنتاج المواد الانشطارية رغم أن الجزائر، حسب المراسلة دائما، تمكنت من إقناع دول عدم الانحياز بمقترحها· حيث عبّر الجانب الأمريكي عن إعجابه بتمكن الجزائر من إقناع هذه الدول في حين تبقى مسألة إقناع إسرائيل تحديا حيث تصر الدول العربية ودول عدم الانحياز على انضمام إسرائيل إلى المعاهدة وعلى ضرورة عقد مؤتمر دولي لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، وكان المؤتمر الذي عقد في 1995 لمراجعة المعاهدة دعا إلى إقامة منطقة كهذه· ويعتقد أن إسرائيل تملك حوالي 200 قنبلة نووية، لكنها لا تؤكد ولا تنفي ذلك· وهي تقول إنها تؤيد فكرة منطقة خالية من الأسلحة النووية لكنها تصر على إبرام اتفاق سلام أولا، دون التطرق إلى ملف برنامجها النووي الذي تعتبره من الطابوهات، وهوالموقف الذي ترفضه الأطراف العربية· وكعادتها، سارعت بعض وسائل الإعلام المعروفة بعدائها التقليدي للجزائر، إلى تفسير تصريحات إدريس الجزائري على أنها ''دليل على ازدواجية خطاب الجزائر فيما يتعلق بمسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني'' وأنها ''ليست استثناء في المنطقة العربية كما يبدو''· غير أن العارفين بخبايا الدبلوماسية الدولية والجزائرية على الخصوص، يدركون أن إدريس الجزائري، على غرار بعض الشخصيات التي تلعب دورا بارزا في الهيئات والمنظمات الدولية مثل الإبراهيمي ومحمد بجاوي، يعبر في كثير من الأحيان عن مواقف ترتبط بموقعه في الهيئة الأممية وليس باعتباره ممثلا للجزائر· حيث يفهم من كلام إدريس الجزائري، الذي لم يكن رسميا، أنه عبر عن استعداده، بحكم رئاسته للجنة الأممية، الدخول في مفاوضات مع إسرائيل من أجل الانضمام إلى المعاهدة، وهذا بعكس الموقف الرسمي الجزائري الرافض لأي تعامل أو تطبيع مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال·