يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يكل ولا يمل في ملاحقة أي شخص يكتب عنه شيئا أو يرسمه، ليس في تركيا فحسب، بل في ركن من أركان العالم. فمؤخرا، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الهولندي لدى أنقرة للتعبير عن امتعاضها واحتجاجها من رسوم كرتونية "تطال" أردوغان وشخصه بصحف هولندية، الأمر الذي اضطر السفير كورنيلس فان ري إلى طلب توضيح ما يتعلق ب"نداء" للأتراك المقيمين في هولندا لكتابة تقارير عن أي شخص يهين تركيا أو رئيسها، أو بالأحرى "التجسس" عليهم. وكانت صحف هولندية أشارت إلى أن القنصلية التركية في هولندا أرسلت رسالة بالبريد الإلكتروني إلى منظمات تركية تطلب فيها من المواطنين الأتراك أو ذوي الأصول التركية أن يرسلوا لها أو يعيدوا إرسال أي رسائل إلكترونية "تستهزئ بتركيا أو أردوغان" وكذلك أي تغريدة أو تعليق على صفحات الفيسبوك يتعرض لتركيا وأردوغان بالسخرية والاستهزاء، بحسب ما ذكرت صحيفة "حرييت ديلي نيوز" التركية الناطقة بالإنجليزية. وعبر السفير الهولندي عن امتعاض حكومة بلاده من حادثة "البريد الإلكتروني". وجاء في رسالة البريد الإلكتروني "إلى من يهمه الأمر، نطلب منكم على وجه السرعة أن ترفعوا تقارير بأسماء أو تعليقات أشخاص سخروا من الرئيس التركي وتركيا والمجتمع التركي بشكل عام، سواء بالحط من قدرهم أو بقصد الإهانة أو السخرية وتشويه السمعة.. وصلتكم أو وصلت إلى أقاربكم بطريقة أو أخرى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (مثل فيسبوك وتويتر) أو بالبريد الرسمي أو الإلكتروني". وتابع البريد "يرجى إرسال هذه التعليقات أو الرسائل قبل نهاية يوم العمل الحادي والعشرين من أبريل 2016 إلى القنصلية العامة في روتردام بالبريد الإلكتروني". وأرفق العنوان الإلكتروني الخاصة بالقنصلية، الذي يحمل عنوانا حكوميا رسميا. وفي وقت لاحق، احتجزت السلطات التركية صحفية هولندية في منزلها بعد تغريدة على تويتر تهين فيها الرئيس التركي، وكتبت الصحفية الهولندية إيبرو عمر تغريدة أخرى قالت فيها "الشرطة على باب الشقة.. لا أمزح". وكانت عمر كتبت مقالة نشرت في صحيفة "مترو" الهولندية انتقدت فيها أردوغان، بحسب وسائل إعلام تركية وأوروبية. واحتجاز الصحفية الهولندية يعد أحدث حلقة في مسلسل العلاقات المتوترة بين أنقرة والإعلام الأوروبي بشكل عام. ففي وقت سابق، واستمرارا للحرب الإعلامية بين أردوغان والصحفيين والمعارضين الأوروبيين له وللتضييق على الحريات الإعلامية، التي بدأت تطالهم في بلادهم أيضا، أطلق الكاتب والصحفي البريطاني دوغلاس موراي في 18 أبريل مسابقة شعرية لهجاء أردوغان. وشارك موراي، الذي يكتب لمجلة "سبيكتيتر"، بأول قصيدة شعرية في المسابقة، وأطلق عليها "قصيدة هجاء في الرئيس أردوغان". وستعلن القصيدة الفائزة في 23 يوليو، لكن لن يكون هناك جائزة لأن موراي لم يتمكن من تأمين راع للمسابقة الشعرية، حسبما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية المعارضة. وكانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أعربت عن "بعض القلق" إزاء منع السلطات التركية مراسل تلفزيون "أيه.آر.دي" الحكومي الألماني في القاهرة من دخول إسطنبول، حيث احتجزته في المطار لساعات قبل ترحيله، الثلاثاء. وكانت الحكومة التركية طالبت بمحاكمة الفنان الكوميدي الألماني يان بويمرمان لسخريته على التلفزيون من أردوغان. وطلب أردوغان من ألمانيا توجيه اتهامات إلى بويمرمان بعد أن ألقى قصيدة عنه في برنامج على تلفزيون "زد.دي.اف" الحكومي، قال فيها إنه يضرب الفتيات الصغيرات ويشاهد أفلاما إباحية لأطفال ويمارس الجنس مع حيوانات.