الصراع المتفجر بين وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب ورجل الأعمال يسعد ربراب، إنما يدل على أن الصراع السياسي قد بلغ مبلغه ولم يعد يقتصر على السرايا وإنما تعداها إلى مجالات حيوية كالاقتصاد والمال والأعمال… نقول هذا الكلام لأن الخطاب الرسمي يقول أن المستثمرين الجزائريين ستفتح لهم كل الأبواب لخدمة البلد والمساهمة في تجاوز الأزمة التي باتت أكثر حدة من ذي قبل، خاصة بعد الصدمة النفطية وعجز الحكومة عن خلق ثروة بديلة خارج النفط. ولكن أيضا عزوف المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في الجزائر، وهنا نتساءل هل حقيقة ان ربراب بمجمعه الاقتصادي يغش في عمله ويتحايل على الحكومة والجزائريين؟ أليس لربراب فضائل أبرزها تشغيل آلاف العمال وضمان قوت عشرات العائلات؟ أليس الرجل ومجمعه مساهم في الإنتاج الوطني خارج المحروقات؟ من الناحية الاقتصادية والتجارية يجب الاعتراف ان مجمع سيفيتال ورجله يسعد ربراب ناجح ويقدم الكثير للاقتصاد الوطني، لهذا اعتقد أن الخلاف بين ربراب والحكومة انما هو خلاف سياسي أكثر منه اقتصادي وحتى إن كان اقتصاديا فهو بأبعاد سياسية وله علاقة بالتغييرات الجارية سواء على مستوى أجهزة الدولة أو المؤسسات التجارية أو بعض الواجهات السياسية والمالية وربما الإعلامية لاحقا.