"القوات العسكرية واعية بحجم الرهانات التي تمر بها المنطقة" أكد نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، خلال ترؤسه لاجتماع قيادة وأركان الناحية العسكرية الرابعة أمس، على ضرورة الرفع من القدرات القتالية لوحدات الجيش الوطني الشعبي حتى تكون مستعدة لمواجهة وصد أي خطر يهدد أمن وسيادة الجزائر. وحث نائب وزير الدفاع أفراد الجيش بالحدود الجنوبية الشرقية القريبة من ليبيا، على رفع درجة اليقظة تحسبا لتمدد النشاط الإرهابي من بلدان الجوار التي تعيش أعنف اضطرابات أمنية منذ سنوات. وتبدي السلطات الأمنية في الجزائر مخاوف من ردة فعل عنيفة من جانب الجماعات الإرهابية بعد القضاء على العشرات من أمراء تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في ظرف وجيز منذ حلول شهر رمضان.وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن رئيس الأركان "أشاد بالمجهودات التي يبذلها أفراد الوحدات العسكرية لمواجهة المخاطر على الحدود وتأمينها "وزار نائب وزير الدفاع، القطاعات العملياتية للناحية العسكرية الرابعة، "وحث إطارات وضباط وأفراد الوحدات المكلفة بحماية وتأمين الحدود بجانت وعين أمناس، على الاستعداد الدائم لتنفيذ المهام المسندة إليهم". وتشمل الناحية العسكرية الرابعة، حسب التقسيم العسكري للمناطق، ورڤلة وبسكرة والأغواط والوادي وغرداية وإيليزي وجانت، وهي مدن صحراوية قريبة من ليبيا ومالي والنيجر، معروفة باستفحال نشاط تهريب السلاح وتجارة المخدرات وبنشاط لافت للجماعات الإرهابية. وبمقر مدرسة القوات الخاصة ببسكرة، وبرفقة اللواء الشريف عبد الرزاق، قائد الناحية العسكرية الرابعة، شدّد ڤايد صالح فيها على الأهمية القصوى التي يوليها شخصيا للتكوين والتدريب والتحضير القتالي العالي المستوى قائلا "إن مرابطة أفراد الجيش الوطني الشعبي رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى، على كل شبر من ترابنا الوطني، وسعيهم الدائم إلى أداء مهامهم ليلا ونهارا وطوال أيام السنة وفي كافة الظروف بحرص لا يضاهى، وترو غير مسبوق، واقتدار معترف به من قبل الجميع، هو الدليل القاطع على الإيمان الجازم بالقيم الوطنية والافتخار بالانتماء لهذا الوطن الغالي، والتحلي بواجب نصرة الجزائر أرضا وشعبا وحفظ أمنها واستقلالها واستقرارها وسلامتها الترابية". وتابع المسؤول العسكري كلمته متحدثا عن رهانات المرحلة، مشيرا إلى أن يقظة قوات الجيش في هذا الظرف بالذات "برهان ثابت ويقيني على وعي أفراد الجيش الوطني الشعبي وإدراكهم العميق لحجم الرهانات، التي كثيرا ما أكد عليها فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وهو دليل قاطع أيضا على علو همتهم ووفائهم لقسم الإخلاص لعهد الشهداء، الذي يبقى دوما يمثل نبراسا وضاء ينير دربهم ويعينهم على الاهتداء إلى سواء السبيل الذي سيوصلهم، على غرار أسلافهم من مجاهدي جيش التحرير الوطني، إلى تأمين أسباب وعوامل نصرة وطنهم وتأمين موجبات عزته بين الأمم. وكان نائب وزير الدفاع قد أشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية على مستوى القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس بمشاركة وحدات برية وجوية بموضوع "اللواء في الهجمة المضادة"، حيث عاين رئيس أركان الجيش عن كثب الدقة العالية في تنفيذ هذا التمرين وفي جميع مراحله، والذي اتسم باحترافية كبيرة جسدها التنسيق الجيد بين الوحدات المشاركة، واحترام تسلسل الخطة الموضوعة ودقة الرمايات. وهي نتائج ما كانت لتتحقق -حسبه- لولا الجدية في إعداد وتخطيط وتنفيذ مختلف الأعمال القتالية على مدى سنة كاملة من التحضير القتالي عالي المستوى.