طالب ستة عشر (16) مؤرخا و مفكرا فرنسيا و جزائريا السبت فرنسا بإعادة جماجم المقاومين الجزائريين المحتفظ بها في متحف الإنسان بباريس "للتذكير بتاريخ الإستعمار". في مقال نشرته يومية لوموند تحت عنوان "ماذا تفعل رؤوس المقاومين الجزائريين في متحف الإنسان " أكد الموقعون على المقال من بينهم محمد حربي و بنجامين ستورا و أوليفيي لوكور غراندميزون و جيل مانسيرون و آلان روشيو على إرادتهم في "المساهمة من أجل تسليط الضوء على إحدى الصفحات المظلمة من تاريخ فرنسا". و أعربوا في هذا السياق عن دعمهم لنداءات المواطنين الجزائريين الداعية إلى استجاع رفاة الشهداء "حتى يتم تخصيص قبور تليق بمقامهم" مذكرين بالتفاصيل التاريخية لثورة الزعاطشة ضد الإحتلال الفرنسي. "و في سنة 1847 اعتقد الجيش الفرنسي أنه تم القضاء على المعارك في الجزائر بعد أكثر من عشر سنوات من غزو اتسم بوحشية لا مثيل لها. و في بداية 1849 استأنف الشيخ بوزيان المقاومة بالجنوب القسنيطيني و بعد مجابهات مع العدو انسحب نحو واحة الزعاطشة" إستنادا إلى هؤلاء المؤرخين و المفكرين من بينهم باسكال بلاشار و رافائيل برانش و كريستيان شولي عشور و ديديي دانينككس (كاتب) و روني غاليسو و فرانسوا جيز (ناشر) و عيسى قادري و جيلبير مينير و فرانسوا ناديراس (رابطة حقوق الإنسان) و ترامور كيمونور و مليكة رحال. و اعتبر الموقعون على المقال أنه من "الضروري" تعميم العريضة التي أطلقها سنة 2011 المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي صاحب هذا الإكتشاف و تلك التي بادر بها مؤخرا ابراهيم سنوسي مذكرين بسبب وجود رفاة بمتحف باريسي انطلاقا من تاريخ أحدهم : جمجمة الشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة سنة 1849". وأضافوا أنه "بعد معركة ضارية تكبد فيها الفرنسيون خسائر كبيرة تم غزو الواحة" مشيرين إلى أن مقاومو الزعاطشة لم يحاولوا أبدا الفرار بل استشهدوا وهم يحملون السلاح في وجه العدو. واستند أصحاب المقال إلى كتاب "الحرب وحكومة الجزائر" للصحفي لوي دو بوديكور الذي أشار إلى "تعرض 800 جزائري لإبادة في ذلك اليوم". وللإشارة تحصلت العريضة الالكترونية التي تم إطلاقها على أكثر من 27.000 توقيع لحد الآن. وللتذكير كان المتحف قد أبدى استعداده لدراسة طلب إعادة 36 جمجمة مقاومين جزائريين استشهدوا في بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر يحتفظ بها منذ أكثر من قرن. وقال مدير المتحف ميشال غيرو لوأج في يونيو الأخير "نحن مستعدون لدراسة طلب إعادة جماجم الجزائريين المحفوظة في متحفنا" مشيرا إلى "عدم وجود أي عائق قانوني لإرجاعها".