سلطت وسائل الإعلام العبرية الضوء على الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية المصري سامح شكري الذي يزور "تل أبيب" اليوم الأحد، ويعقد اجتماعين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ العام 2007، وذلك عقب عودة نتنياهو من زيارته الأفريقية التي شملت 4 دول هي أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا. وأشار موقع "نيوز إسرائيل" إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف شكري بهذه المهمة وأن وسائل الإعلام المصرية نشرت النبأ في وقت أخفته وسائل الإعلام في إسرائيل طوال الفترة الماضية، ولم تبدأ في النشر سوى بعد تسريب الأنباء في الصحف المصرية. ووصف الموقع العلاقات المصرية الإسرائيلية بأنها قوية للغاية في مجالات عدة، ولا سيما فيما يتعلق ب"مكافحة الإرهاب" المتمثل في التنظيمات الجهادية وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش المتشدد العاملة شمالي سيناء"، على حد وصفه. ولفت إلى أن الزيارة تأتي بعد يومين من تعليمات أصدرها نتنياهو بسرعة إرسال أجزاء حطام الطائرة المصرية المنكوبة التي عثر عليها قبالة السواحل الإسرائيلية في مدينة ناتانيا، كما تأتي بعد عشرة أيام من المصالحة الإسرائيلية التركية، ولا سيما وأن الأخيرة شكلت في السنوات الأخيرة خصما لدودا للقاهرة، على خلفية ملف تنظيم الإخوان. وذهب الموقع الإلكتروني لقناة "20" العبرية إلى أن زيارة شكري تأتي بعد 9 أعوام من امتناع أية شخصية دبلوماسية بهذا المستوى من زيارة إسرائيل، منذ أن زار وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط تل أبيب العام 2007، وقالت إنه من المتوقع أن يناقش مع نتنياهو ملف المبادرات الإقليمية والدولية المطروحة حاليا بشأن إحلال السلام. وفي مستهل اجتماع حكومة نتنياهو اليوم الأحد، أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى أنه من دواعي سروره أن يبلغ الوزراء بأنه سيستقبل اليوم وزير الخارجية المصري سامح شكري، وقال لوزراء حكومته "سوف التقي به بعد الظهيرة والتقي به مرة أخرى مساء". وأوضح نتنياهو أن الزيارة تحمل أهمية استثنائية لعدة أسباب، حيث تدل على مدى التغيير الذي تشهده العلاقات المصرية الإسرائيلية، بما في ذلك على خلفية دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي المهمة لدفع مسيرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفا أن الزيارة تدل أيضا على إمكانية حدوث تقدم في مسار العلاقات مع العالم العربي. ونوه أن شكري يأتي مبعوثا من الرئيس السيسي، وأن الحكومة الإسرائيلية تستقبله بالترحاب، وتريد أن تبدي تقديرها وشكرها للرئيس المصري فضلا عن المحامي يتسحاق مولخو، الذي ساهم كثيرا في الترتيب لتلك الزيارة. وتشير مصادر سياسية إسرائيلية إلى أن الهدف من زيارة شكري إلى تل أبيب هو مناقشة ملف مسيرة السلام ومحاولة إعطاء المبادرة الفرنسية دفعة جديدة، فضلا عن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتة إلى أن الزيارة تأتي ضمن التحضيرات لزيارة مستقبلية سيقوم بها نتنياهو إلى مصر. وذهبت المصادر إلى أن نتنياهو وضيفه المصري سيناقشان ملفات أمنية مختلفة، وقضية إعادة أجزاء حطام الطائرة المصرية التي جرفها التيار نحو السواحل الإسرائيلية في مدينة ناتانيا. وتطرق موقع "إن. آر. جي" الإخباري العبري للزيارة، مشيرا إلى أن الملف الفلسطيني سيكون الملف الأساسي الذي سيتم طرحه خلال اللقاء بين شكري ونتنياهو، وما يتعلق به من ملفات مثل دفع المبادرة الفرنسية، ومساع مصر لإحياء مسيرة السلام في المنطقة. ونقلت عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية أن الاثنين سيناقشان مسألة بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف خلق الأجواء الملائمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما والتوصل إلى حل للنزاع. لكن المصادر تؤكد أن ملف التنسيق الإسرائيلي المصري بشأن التحقيق في ملابسات الطائرة المصرية المنكوبة سيفتح أيضا، فضلا عن الشراكة الأمنية بين البلدين، وأنها ستشهد الحديث عن زيارة نتنياهو إلى القاهرة. ومن غير المعروف ما إذا كانت نتائج زيارة نتنياهو الأفريقية ستطرح خلال الاجتماع مع شكري من عدمه، حيث كان محللون إسرائيليون قد أكدوا أن الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى أربع دول أفريقية تصب في صالح تقوية علاقات التعاون بين القاهرة وتل أبيب، وتسعى لتوسيع التحالف بينهما في مجال مكافحة الإرهاب وضم المزيد من الشركاء الأفارقة.