سارعت وزارة التربية الوطنية منذ أول أمس، إلى اتخاذ إجراءات استعجاليه لترميم الخراب الذي طال مختلف المؤسسات التربوية خلال أعمال الشغب التي عرفتها العاصمة ومختلف الولايات والتي طالت حسب مصادر مطلعة قرابة 30 مؤسسة تربوية. وعمدت الوزارة الوصية إلى تكليف عدد كبير من المقاولين من أجل ترميم بعض المؤسسات التربوية التي تعرضت لدمار جزئي لتكون جاهزة لاستقبال التلاميذ اليوم. أكد مختلف مدراء التربية بالولايات التي طالتها شرارة الاحتجاجات، أن معظم المؤسسات التربوية التي مستها أعمال العنف حرقا ونهبا، تم ترميمها وهي جاهزة لاستقبال التلاميذ اليوم صباحا. وذكر مدير التربية لشرق العاصمة السيد بولقرون أمس أن 8 مؤسسات تعرضت شرق العاصمة لأعمال الشغب منها خمس ثانويات وثلاث متوسطات بكل من درقانة وعين طاية، مضيفا أنه تمت مباشرة إجراءات الترميم منذ أول أمس، وسخر لذلك 10 مقاولات لترميم وتجهيز مؤسسة واحدة حتى تكون جاهزة لاستقبال التلاميذ اليوم. في حين ذكر مدير التربية بغرب العاصمة السيد زغاش أن ثلاث مؤسسات طالتها أعمال الشغب والعنف ممثلة في ثانوية القرية بزرالدة التي تم تكسير أبوابها وتكسير زجاج الواجهة وهو الشأن بالنسبة لثانوية تسالة المرجة التي تم قطع الكهرباء عنها كما تم تكسير زجاج النوافذ وسرقة أجهزة إعلام آلي من الإدارة وكذا الطاولات والكراسي، هذا إلى جانب ثانوية سعيد لمية بجسر قسنطينة التي طالتها أعمال العنف وتم على مستواها سرقة ثلاثة أجهزة للإعلام الآلي. وقد تم حسب المتحدث ترميم المؤسسات منذ ساعات مبكرة من نهار أمس حتى تكون جاهزة لاستقبال التلاميذ اليوم صباحا. وبالعاصمة وسط تعرضت 5 مؤسسات تربوية للتخريب من بينها ثلاث ابتدائيات وإكمالية وثانوية سعيد تواتي وقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لترميمها. وبولاية بومرداس طالت أعمال العنف ابتدائيتين بحي 800 مسكن، وبميلة مست الأعمال ابتدائية ومتوسطة الى جانب المركز الجامعي لذات الولاية. وبولاية البرج تم حرق مديرية التربية للولاية، كما تم حرق أكبر ثانوية بولاية تيارت ثانوية بلهواري محمد. من جهته ذكر المكلف بالإعلام على مستوى الوزارة الوصية بومعراف أن الدراسة ستسير بشكل عادي اليوم حيث اتخذت الوزارة إجراءات استعجالية لضمان تمدرس التلاميذ اليوم وتم تسخير الإمكانيات اللازمة لترميم المؤسسات التي مستها أعمال الشغب. وقد طالت عمليات التخريب اكثر من 30 مؤسسة تربوية مثلما هو حال ثانوية فرحات عباس بعين طاية وثانوية قاصدي مرباح، وتامنفوست ببرج البحري اللتين خربتا وتم سرقة عتادتهما من طاولات وأجهزة وغيرها وهو الشأن لثانوية درقانة وابتدائية ومتوسطة العناوي محمد وثانوية بوعلام القهواجي ببوروبة. وبالشراربة أحرق المتظاهرون ايضا المتوسطة الجديدة كما تم حرق ثانوية بالدرارية الى جانب حرق المؤسسة التربوية مسعودة جيدة بالكاليتوس بعد أن أقدم عشرات من الشباب على اقتحامها وتمت سرقة مختلف الهياكل الخاصّة بها من كراسٍ ومكاتب وتعرّضت القاعات التخريب. أولياء التلاميذ يطالبون بتعزيز الأمن بمحيط المؤسسات التربوية طالب أولياء التلاميذ وزارة التربية باتخاذ إلاجراءات اللازمة لضمان سلامة التلاميذ في هذه الظروف الصعبة، بعد أن اتخذت الاحتجاجات منحى خطيرا وتحولت إلى أعمال شغب أتت على الممتلكات الخاصة والعمومية ولم تسلم منها المدارس مبدين تخوفهم من توجه أبنائهم إلى المدارس اليوم في ظل هذه الأوضاع. لم يخف أولياء التلاميذ قلقهم من الوضع الراهن الذي تعرفه البلاد بعد اندلاع موجة الاحتجاجات على غلاء الأسعار وتحولها إلى أعمال تخريبية في اليومين الأخيرين زرعت الفوضى والرعب في الشارع، وأبدى هؤلاء تخوفاتهم من أن يتعرض أبناؤهم إلى مكروه أثناء توجهم إلى مدارسهم اليوم أو عودتهم منها في حال نشوب احتجاجات مجددا خاصة أن العديد من المؤسسات التربوية تعرضت لعمليات تخريب من طرف المحتجين في اليومين الأخيرين. من جهته ندد الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ من بالأعمال التخريبية التي مست المؤسسات التربوية، معتبرا ذلك تعديا على حق التلاميذ الذين سيحرمون من الدراسة في حال استمرار الوضع على هذا الحال، محذرا هؤلاء المحتجين من القيام بأي أعمال أخرى تمس مؤسسات تقدم خدمات تربوية واجتماعية منذ الاستقلال، داعين جمعيات أولياء التلاميذ الى الوقوف ضد كل من تسول نفسه لتخريب مستقبل الأبناء وذلك من خلال المساهمة في حماية المؤسسات التربوية والأطفال. من جهته أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد أن الاعتداءات وعمليات التخريب التي طالت مؤسسات تربوية من متوسطات وثانويات وابتدائيات، خلال أعمال العنف التي شهدتها الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، ستؤثر سلبا وبدرجة كبيرة على التحصيل الدراسي للتلاميذ، داعيا أولياء التلاميذ إلى توعية أبنائهم، وتحسيسهم بالرجوع إلى الهدنة والتعقل، خاصة في ظل تسجيل عدد كبير من التلاميذ الذين ساهموا في عمليات التخريب.