يبدو أن ظاهرة أعمال الشغب التي عرفتها مختلف الملاعب التي جرت فيها المباريات الافتتاحية لرابطة موبيليس الأولى التي لُعبت يومي الجمعة والسبت المنصرمين، قد لا تعرف لها نهاية باعتبار أنها أصبحت أكثر حدّة وخطورة بعدما تم سحب رجال الشرطة وبالاتفاق بين المديرية العامة للأمن الوطني مع مسؤولي "الفاف" والرابطة الوطنية من الملاعب وتعويضهم بأعوان عاديين يتم اختيارهم من قبل النوادي بشروط توظيف غريبة، من بينها أن يكون المتقدم للوظيفة مشجعا للنادي وكذا شهادة ميلاد وبعض الصور الشمسية، مع إهمال شهادة السوابق العدلية التي تعتبر أحد أهم الأشياء التي ينبغي إدراجها ضمن هذه المؤهلات التوظيفية في سبيل منح الأمن داخل المدرجات، والتحكم في الأنصار. "الثأر" يطبع لقاء "سوسطارة" و"الموب"
وبالعودة إلى ظاهرة أعمال العنف التي شهدتها مختلف ملاعب الجمهورية وأسفرت عن العديد من الإصابات والجرحى بين المناصرين على غرار ما حدث بعمر حمادي ببولوغين، حينما قام أنصار نادي اتحاد العاصمة المحلي ب"الثأر" مما حدث لهم من طرف أنصار "الموب" سنة 2014، بعدما اعتدى مناصرو هذا الأخير على ضيوفهم الزائرين بملعب الوحدة المغاربية ببجاية على حد قول أنصار "سوسطارة"، وهو ما جعل المواجهة الافتتاحية لبطولة الموسم الكروي 2016 - 2017 بين الاتحاد والمولودية البجاوية تجري بحضور كلي من أنصار النادي المضيف الذين طردوا الضيوف من المدرجات قبل انطلاق اللقاء وهو التصرف الذي ندّد به العقلاء من أنصار اتحاد العاصمة الذين لم يهضموا التصرفات الصبيانية لبعض أشباه المناصرين المراهقين الذين ليس لهم علاقة بالنادي إطلاقا.
أنصار "الحمراوة" يقتحمون ميدان 20 أوت طلبا للحماية
بالإضافة إلى اقتحام أنصار مولودية وهران أرضية ملعب 20 أوت بالعناصر في عزّ إجراء المباراة أمام شباب بلوزداد، بحجة تعرّضهم لأذى مشّجعي "العقيبة"، عن طريق الرشق بالحجارة، والاعتداء عليهم جسديا ولفظيا من طرف أشباه المناصرين، وهو ما اضطر حكم الساحة رضوان نسيب إلى إيقاف المباراة مؤقتا، قبل أن يأمر باستئنافها فيما بعد، وسط أجواء مشحونة من الجميع والخوف من تفاقم الأوضاع نحو الأسوأ.
مناصرو "العميد" يعتدون على بعضهم بالسكاكين في تيزي وزو
كما عرف ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو الذي احتضن لقاء شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، هو الآخر اعتداءات أنصار مولودية الجزائر فيما بينهما عن طريق السكاكين، في مشهد لا يقوم به سوى مشاغبي قارة أمريكا اللاتينية رغم أنهم ينتمون إلى أنصار نادي واحد، إلا أنه رغم ذلك فالوضع بات مقلقا جدا، خصوصا أن ما قام به مناصرو "العميد" يحمل إساءة كبيرة لتاريخ هذا النادي الذي مات لأجله الرجال، وكان أنصاره يُضرب بهم المثل بسبب "توحدهم" في طريقة مؤازرة ناديهم وتشجيعه إلى آخر لحظة من اللقاء، إلا أنهم باتوا يصنعون الحدث في كل لقاء تقريبا بسبب الاشتباكات التي تحدث بينهم في المدرجات بسبب التفرقة بين الأحياء والتسميات والمجموعات، وهو ما أسفر عن فتنة نتجت عنها إصابات خطيرة لبعض الجماهير، الأمر الذي استدعى تدخل الحماية المدنية لنقلهم إلى المستشفى بشكل عاجل، وذلك على هامش المباراة التي جرت بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو.
أنصار "الرابيد" يمنعون حافلتي فريقهم والنصرية من ولوج الملعب
من جهتها، شهدت مدينة غليزان هي الأخرى أعمال شغب كان أبطالها أنصار النادي المحلي ولكن هذه المرة خارج ملعب الطاهر زوقاي بذات المدينة، بعدما قاموا بمنع حافلتي ناديهم السريع وضيفه نصر حسين داي من الولوج إلى الملعب لإجراء اللقاء بينهما، تنديدا بقرارات الرابطة الوطنية التي سلّطت مؤخرا عقوبة خصم 3 نقاط من رصيد السريع للموسم الكروي الجديد، مع تسديد غرامة مالية بقيمة 6 ملايير سنتيم، كما منعته من اننتداب كرويين جدد وتأهيلهم، بسبب عدم دفع الإدارة مستحقات اللاعبين، وهو ما أشعل غضب أسرة الفريق الكروي الغليزاني ومشجّعيه، الذين أيدوا في البداية قرار إدارة النادي بالانسحاب من البطولة قبل أن تتراجع عن قرارها في آخر لحظة، إلا أن هذا لم يكن كافيا بعدما فرض الأنصار منطقهم بالقوة، وهو ما يعني أن الفريق تنتظره عقوبات صارمة خلال اجتماع لجنة العقوبات المقرر اليوم. ويبقى الأمر الأخطر في هذه الأحداث هو الصمت الرهيب الذي تلتزمه رابطة قرباج دون التدخل أو ردع المشاغبين واتخاذ تدابير وقائية للحد من هذه الظاهرة التي تفشت في ملاعبنا.