اعتبر الدكتور ونائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والعميد السابق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة عمار طالبي في حديث ل''البلاد''، أن تجربة ''عواصم الثقافة الإسلامية'' التي احتضنتها العديد من الدول العربية والإسلامية في سنوات سابقة، وتستعد مدينة تلمسان لاحتضانها هذا العام، لم تتمكن من تصحيح نظرة الغرب للإسلام والمسلمين التي سيطرت عليها النمطية والأغلاط، وشابتها أخطاء كثيرة أساءت إلى مكانة الدين الحنيف؛ معتبرا هنا أن السلوكات اليومية للعرب والمسلمين هي التي ساهمت في تشويه صورة الإسلام لدى العالم الغربي في ظل الأمثلة السيئة عن الإسلام التي يعطونها حتى أصبحوا ينظر إليهم وكأنهم أعداء وخصوم للغرب أو مناهضين ل''حوار الثقافات والحضارات''·وفي السياق ذاته، يعتقد محدثنا أن مدينة تلمسان التي ستحمل مشعل ''عاصمة الثقافة الإسلامية'' طيلة عام كامل بداية من السادس عشر أفريل المقبل؛ مطالبة بألا تكون مجرد مهرجان ثقافي يكتفي بتنظيم التظاهرات الثقافية والأدبية والمعارض المختلفة أو الأفلام التاريخية الوثائقية التي ستنجز لهذا الغرض دون تحقيق الأهداف الأساسية المرجوة منها، حيث يتوجب، حسبه، أن تتجاوز هذا الدور المحدود وتضطلع بمهام أخرى أكثر أهمية ونفض الغبار عن صورة الإسلام الحقيقية المبنية على أسس التسامح والحوار، وذلك من خلال عملها على إبراز معالم الحضارة الإسلامية والعربية مختلف منجزاتها·من ناحية أخرى، أكد الدكتور عمار طالبي والعميد السابق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية أن تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية ''2011 لا تكفي وحدها لتنقل منجزات الحضارة الإسلامية إلى العالم الغربي لتجاوز الصورة النمطية المرسومة عنه هناك، بل لابد أن يكون للإعلام بمختلف قنواته، دور كبير في الترويج للإسلام والمسلمين وثقافتهم وتصوراتهم ونظرتهم لكثير من قضايا العالم، إلى جانب تأليف كتب في هذا المجال وكتابة مقالات في الصحف العالمية، والقيام بأبحاث تساعد على تبيين معالم الحضارة الإسلامية التي تعود جذورها إلى القرون الأولى، بالإضافة إلى إبراز مساهمات المسلمين في مختلف العلوم والفنون، على حد تعبيره· وكانت تجربة ''عواصم الثقافة الإسلامية'' قد انطلقت سنة 2005 بعدما اعتمدها المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ''الإيسيسكو'' في الجزائر سنة ,2004 حيث كانت مكةالمكرمة أول مدينة إسلامية تستضيف التظاهرة· وفي سنة 2006؛ تم الاحتفال بكل من مدن حلب وأصفهان و''تمبكتو''، أما سنة 2007 فتم الاحتفال بكل من فاس وطرابلس الليبية وطشقند وداكار، وفي 2008 احتفل بكل من الإسكندرية ولاهور وجيبوتي، بينما احتفل السنة الماضية بأربع عواصم للثقافة الإسلامية؛ هي القيروان التونسية عن المنطقة العربية، وباكو الآذرية بمناسبة استضافتها للمؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة، وكوالالمبور الماليزية عن المنطقة الآسيوية، ونجامينا التشادية عن المنطقة الإفريقية· وينظر هذا العام إلى مدينة تلمسان خصوصا أن العديد من الدول العربية والإسلامية وحتى الأجنبية ستشارك في التظاهرة لأول مرة كإسبانيا·