المتهمون ينحدرون من عدّة ولايات والتحقيقات تمتد إلى أوروبا أطاحت وحدات الدرك الوطني لولاية ڤالمة، بأخطر شبكة دولية متخصصة في تهريب الآثار والتحف التاريخية النادرة من الجزائر إلى بلدان أوروبية. واسترجعت المصالح الأمنية لحد الآن مئات القطع الأثرية وألقت القبض على عشرات الأشخاص الذين ينحدرون لحد الآن من ولايات ڤالمة وسوق أهراسوسكيكدةوبسكرة في حين امتدت التحقيقات الأمنية إلى تونس وإيطاليا وألمانيا، حيث تجري عملية تنسيق بين المصالح الأمنية الجزائرية ونظيرتها الأوروبية للإيقاع بالرؤوس المدبرة لهذه الشبكة. وتمكنت فرق الدرك الوطني بڤالمة في عملية دقيقة من تفكيك أكبر شبكة تعمل على المستوى الوطني والدولي لتهريب الآثار واسترجعت لحد الآن 365 قطعة نقدية أثرية وأوقفت عشرات الأشخاص من عدة ولايات حسب ما أوضحه ل"البلاد" مصدر أمني عليم. وأوضح المصدر أن آخر محطة من التحقيق في امتدادات هذه الشبكة قادت إلى توقيف 3 أشخاص بولاية بسكرة واسترجاع 130 قطعة نقدية قديمة، مشيرا إلى أن العملية ما تزال متواصلة بعدما سمحت لحد الآن بتوقيف المتهمين الذين ينحدرون من ڤالمة وسوق أهراسوسكيكدةوبسكرة سيحالون لاحقا على الجهات القضائية المختصة بتهمة "المتاجرة وتهريب الآثار". وأضافت المصادر أن التحقيقات التي تجريها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني مع المتهمين بينت أن هذه الشبكة "يقودها أفراد على دراية جيدة بأهمية" هذه القطع كتراث مادي وغير مادي وقيمتها التجارية والمالية الكبيرة. وأوضحت أن مجرى التحريات الدقيقة أدى إلى اكتشاف امتدادات لهذه العصابة إلى بلدان خارج الوطن وخاصة بتونس وإيطاليا وألمانيا. وأشارت المصالح ذاتها إلى أن المعاينة التي يقوم بها حاليا المختصون في الآثار للقطع المسترجعة توصلت إلى كون 131 قطعة تعود إلى الفترة النوميدية والمعروفة بكونها من القطع النادرة وهي من مادة البرونز وتحتوي على نقوش وكتابات بونية. كما توجد من بين القطع النقدية الأثرية القديمة المسترجعة أيضا حسب فريق تحقيق يضم مختصين تم تشكيله لهذا الغرض 169 قطعة رومانية من مادتي النحاس والبرونز يعتقد أنها ترجع إلى القرنين الأول والثاني ميلادي وعليها صور العديد من الأباطرة الرومان منهم أدريان وماركوس وأوكوست، فيما تصنف بقية القطع النقدية الأخرى في ما يعرف بعملات المدن وهي غير محددة الهوية. وتعود تفاصيل الإطاحة بهذه الشبكة المختصة في تهريب الآثار والمتاجرة بها إلى تلقي قائد كتيبة الدرك الوطني ببوشقوف بولاية ڤالمة مؤخرا معلومات تفيد بوجود عناصر لهذه الشبكة بالولاية. ومكنت العملية الأولى التي تمت في حاجز أمني على مستوى الطريق الوطني رقم 16 بأقصى الجهة الشرقية للولاية من توقيف شخصين اثنين عثر بحوزتهما على 14 قطعة نقدية أثرية ليتم بعد التحقيق المفصل معهما توسيع مجال التحري والانتقال إلى ولاية سوق أهراس وإلقاء القبض على عدة أفراد آخرين مع استرجاع 221 قطعة أخرى ثم إلى سكيكدةوبسكرة. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها بهذا الحجم التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني بقالمة حيث تمكنت فرقة بلدة الدهوارة في عملية سابقة من توقيف شخص ينحدر من ولاية تسبة ضمن عصابة تقوم ببيع الآثار لتجار من ولاية عنابة.