العزة بإثم القماش الأسود المرفرف فوق دار دكتور الأعصاب الباردة، بلغت أوجها وسعدي السعيد بإنجازه "القماشي" اعتراه هوس لا استطباب منه، بعدما رفع المصاب درجة التأهب القصوى وهدد بما هو أكبر وأعظم من إنزال العلم، ولأن هذا "السعدي" لا يتكلم من خواء، فإن غده القادم لا يعلم جديده سوى تجار الأقمشة ومعاشر الخياطين، وسترك يارب من عراء وتعري ملوح به قد يعري عاليها سافلها. كما لا حاجة لتبرير كيف يقوم طابو الأفافاس بمسيرة بلا ترخيص قانوني بتيزي وزو دون خوف من عصي زرهوني التي تنزل بسرعة البرق إذا ما تعلق الأمر بمناطق وولايات أخرى، في الحين الذي تصاب بشلل إذا ما كان في الغضب مدللة ومحظوظة تدعى تيزي، فإن سعيد سعدي لم يعد بحاجة لتبرير نزع العلم وحتى تمزيقه إذا ما أفرط في السكر بالزعامة، فالرجل لايسأل عما يفعل وغيره حتى ولو كانوا تلاميذ مدارس يسألون ويشطبون ويسجنون.. قبل أن يترفع سعدي على تبرير مالا يبرر، كان فرحات امهني قد فعلها قبله وبشكل أكبر وواقعة اختراع راية تم نشرها في موقع دعاة الانفصال ليست ببعيدة، والفرق بين الرايتين والرجلين أن لكل منهما راية ولون لا علاقة لها براية الوطن والنقطة، المشتركة أنه كما فرحات امهني نجا برايته تلك من سؤال الملكين والمالكين، فإن سعدي يعلم بأن مصيره لن يتعدى مصير امهني صاحب السبق الذي لم يحاسبه أحد.. سعيد سعدي توعد بحماقات أكبر من حماقة القماش الأسود. ورغم أن الدكتور لم يكشف غزوته القادمة، إلا أن الثابت في ثورة نمر من ورق أنه لم يبق في جعبة الاستفزاز العام سوى رفع الإنجيل فوق الرماح في دعوة للحصانة والحماية الخارجية. ويبقى في النهاية أن زعيم الأرسيدي بحماقته "القماشية" قد نزع عنه سترة صدره، والخوف كل الخوف أن يأتي الدور على السروال فننتهي إلى فضيحة بسيقان عارية، والسبب دكتور عصبي يتسول أقمشة من متجر "أخرج لرّبي عريان.. يكسيك".