تعد الخدمات الصحية المتردية هاجسا حقيقيا للمواطن على مستوى العديد من المناطق بباتنة، تترجمه الشكاوى المتزايدة في هذا الشأن، حيث عبر سكان دائرة بريكة عن تذمرهم من الغياب المتكرر والمتواصل للأطباء الأخصائيين عن مستشفى محمد بوضياف، ما يجبرهم على التوجه نحو مستشفى باتنة البعيد عن المدينة ب 100 كلم طلبا للعلاج وهروبا من الطوابير الطويلة التي باتت سمة ملازمة لمختلف مصالح المستشفى المذكور. والذي يفترض أن يغطي صحيا أكبر تعداد سكاني بعد عاصمة الولاية بالإضافة إلى الكثير من البلديات القريبة منه مثل عزيل عبد القادر وبيطام وبلدية امدوكال، وقد طالب المواطنون بتفعيل دور الرقابة على احترام الأطباء لدوامهم حفاظا على صحة وسلامة المواطن، خصوصا أن المستشفى يعتبر المقصد الأول لضحايا حوادث السير التي تسجل بصفة يومية تقريبا بعدة نقاط من الطرقات القريبة من بريكة. ويؤكد بعض المواطنين أن هذا الوضع المتسيب تزيد خطورته في فصل الصيف وتسجيل حالات التسمم العقربي وكذا كثرة الإصابة ببعض الأمراض في هذه المناطق دون غيرها، مثل التهاب الكبد الفيروسي والليشمانيا الجلدية، ما يتطلب تجنيد كافة الوسائل المادية والبشرية بالمستشفى، هذا ويعاني مواطنو دائرة عين التوتة من نفس المشكل رغم الملايير التي خصصت لبناء وتجهيز المستشفى الجديد. أما على مستوى بلدية عزيل عبد القادر فإن المرضى يضطرون لقطع مسافات طويلة لا تتماشى مع حالتهم الصحية قصد العلاج في مستشفى بريكة أو باتنة في ظل انعدام المداومة الليلية على مستوى عيادة البلدية رغم توافرها على سكن وظيفي بقي شاغرا، لأن لا أحد من الأطباء استعمله وبقيت العيادة تغلق أبوابها على الساعة الخامسة مساء، كما يؤكد سكان مشتة ''أولاد محمد'' أن قاعة العلاج التي استفادوا منها بقيت أبوابها مغلقة منذ أربعة سنوات لأسباب غير واضحة رغم حاجتهم الملحة إليها. كما طالب سكان بلدية نافلة من الوالي خلال زيارته الأخيرة بالنظر في وضعية عيادة البلدية التي تغطي أكثر من 3000 نسمة، وما أصاب هيكلها من تصدعات وتشققات وقلة شروط النظافة والوسائل اللازمة للعلاج، ما شكل خطرا حقيقيا على الحالات الصحية المستعجلة. في سياق موصول، ينتظر سكان بلدية تكوت بفارغ الصبر الانتهاء من مشروع المستشفى المسجل ببلديتهم لإنهاء معاناتهم في التنقل المستمر إلى ولاية باتنة وحتى بسكرة من أجل العلاج، غير أنهم أبدوا تذمرهم من طاقة المستشفى الاستيعابية ''60 سريرا'' واعتبروها غير كافية لتعداد سكاني فاق 11100 بتكوت والمشاتي الجبلية المجاورة لها مثل القصر وتاغيت وشناورة.