أكد علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات الاقتصادية في تصريح خص به "البلاد"، أنه خلافا لما يشاع مؤخرا، فإن علاقته بالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، "حسنة"، مضيفا أنه يشاطر رأي أمين عام أكبر تشكيلة سياسية بالبلاد بعدما صرح مؤخرا بأن حزبه سيقطع الطريق أمام أصحاب "الشكارة" في الانتخابات التشريعية القادمة، رافضا التعليق حول الأخبار التي أصبحت تروج مؤخرا بين عدد كبير من الأوساط السياسية والتي تشير إلى أن علي حداد ومنتدى المؤسسات الاقتصادية عقد تحالفا غير معلن مع أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، ما أغضب سعداني الذي يعتبر مدير ديوان الرئيس بمثابة عدوه اللدود، زيادة على تحالفات سياسية أخرى كانت سرية، لكنها بدأت تظهر للعلن، وهدفها واضح، وهو التموقع لاستحقاقات 2017 والتي ستكون الطريق المعبد لرئسيات 2019 . رئيس منتدى المؤسسات الاقتصادية قال ل«البلاد" إن رأيه الشخصي هو اختيار الأشخاص بين العمل السياسي أو العمل الاقتصادي ولا يفضل المزج بين الخيارين، غير أن حداد رفض التعليق على وجود عدد لا بأس به من أعضاء "الأفسيو" في المجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي، وأجاب بالقول إنه ليس سياسيا ولا يحق له التعليق على هذا الأمر، مردفا في السياق ذاته بأنه مع ضرورة الفصل بين ممارسة النشاط السياسي وممارسة النشاط الاقتصادي . ورغم أن إجابة علي حداد على سؤال "البلاد" فيها كثير من الديبلوماسية الممزوجة بذكاء رجل استطاع في فترة وجيزة أن يصنع لنفسه مكانا في سماء السياسية والاقتصاد، بل ويصبح من كبار الشخصيات المؤثرة في القرار السياسي وبصفة تكاد مباشرة، إلا أن الواضح من إجابة رجل الأعمال المقرب من محيط الرئيس أنه يريد عدم الزج ب«الأفسيو" في صراع سياسي بدأت بوادره تلوح في الأفق على الأقل في الوقت الراهن كون المعطيات لم تتضح بعد خاصة بعدما اتخذ أويحيى مؤخرا قرارات هامة تصب في هذا الإتجاه، وآخرها تعيين عضو المنتدى ورجل الأعمال وعضو المجلس الوطني للأرندي طورشي بوجمعة المدعو أحمد، أمينا ولائيا للحزب بولاية ميلة، خلفا لحد مسعود، زيادة على تواجد أعضاء آخرين فاعلين ب«الأفسيو" بالمجلس الوطني لثاني تشكيلة سياسية في البلاد. وفي الوقت الذي يرى البعض أن أويحيى يريد لعب ورقة حداد للتموقع السياسي الجيد لما يخدم حزبه تحضيرا لاستحقاق 2017 وبالتالي تحضير أرضية 2019 حتى يستطيع أن يكون اللاعب المفضل للسلطة في تلك الاستحقاقات المفصلية والمصيرية في آن واحد، يرى آخرون أن علي حداد هو الآخر يريد الاستثمار في أحمد أويحي أكثر من الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال مثلا ، والذي يبدو أن علاقته بالأفلانيين بدأت تتعزز أكثر فأكثر. كما أن علاقته بسعداني تسير من الحسن إلى الأحسن، وهو العامل الذي ساهم في تأزم العلاقة بين الشخصيات المذكورة الطامعة والطامحة، والتي تريد أن تسلك طريقا واحدا تتمناه أن يكون مفتوحا ودون زحمة، على شاكلة الطريق شرق غرب، ما جعل هذه الشخصيات تعد له العدة من الآن في انتظار إعلان الحكم وصاحب القرار عن صافرة بداية السباق.