أعلنت مصالح الأمن المشتركة بولاية قسنطينة، حالة استنفار قصوى في الوسط الحضري، على خلفية تلقيها بلاغا من مواطنين يفيد بمشاهدة أمير "سرية الغرباء" الإرهابية الموالية لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وذكرت مصادر عليمة أن الإرهابي "لعويرة" المدعو أبو همّام يكون قد توغّل إلى المدينة الجديدة علي منجلي، أين يكون قد قام بزيارة لعائلته كما شوهد في محيط حي الزيادية. ولوحظ أمس انتشار أمني وتكثيف الدوريات في الموقعين المذكورين بالموازاة مع حملة تمشيط جارية بالشريط الغابي لولاية قسنطينة. وكانت "سرية الغرباء" الإرهابية التي تنشط بالمرتفعات الجبلية لقسنطينة قد أعلنت انشقاقها عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ومبايعتها زعيمَ تنظيم "داعش" الإرهابي، "أبوبكر البغدادي" في جويلية الماضي. وجاء ذلك في تسجيل صوتي حمل عنوان "بيعة المجاهدين في سرية الغرباء بمدينة قسنطينة لخليفة المسلمين"، وبثته مواقع متطرفة. من جهة أخرى، ألقت قوات الجيش الوطني الشعبي صباح أمس على إرهابيين اثنين ببومرداس في كمين محكم بإحدى المرتفعات الجبلية واسترجعت الوحدات العسكرية مسدسا رشاشا من نوع كلاشنكوف وبندقية نصف آلية من نوع سيمونوف وكمية من الذخيرة ومنظار ميدان وآلة كاميرا وثلاثة هواتف نقالة. وتقود مصالح الجيش بالمنطقة حملة تمشيط واسعة النطاق لتعقب مزيد من العناصر بعد الإبلاغ عن تحركات مشبوهة من قبل المواطنين والرعاة. وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني، وصلت "البلاد" نسخة منه، أنه "في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل الاستغلال الجيد للمعلومات، ألقت القبض مفرزة للجيش الوطني الشعبي، فجر أمس الأربعاء على إرهابيين اثنين ببومرداس في الناحية العسكرية الأولى وحجزت مسدسا رشاشا من نوع كلاشنكوف وبندقية نصف آلية من نوع سيمونوف وكمية من الذخيرة ومنظار ميدان وآلة كاميرا وثلاثة هواتف نقالة". وتشن قوات الجيش منذ ما يقرب الشهر عمليات تمشيط وقصف لمعاقل ما يعرف ب«تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وتأتي هذه العمليات الضخمة عقب أوامر أصدرها نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح إلى كبار ضباط المؤسسة العسكرية بالقضاء على معاقل الإرهاب في مناطق القبائل وشرق البلاد. وتتميز العمليات العسكرية التي تشنها منذ أسابيع قوات الجيش، بالتنسيق مع مختلف أسلاك الأمن، بأنها تتم بإشراف مباشر وميداني من طرف قادة النواحي العسكرية وعدد من الجنرالات الذين يتابعون عن قرب سير عمليات التمشيط في تيزي وزو وبجاية والبليدة وتبسة ومستغانم وعين الدفلى. بالموازاة، تشن وحدات الجيش عملية عسكرية واسعة في الجنوب. وتشمل العملية ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي، أما المنطقة الثانية، فهي الشريط الحدودي مع النيجر، أما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا. وتنفذ العملية، التي أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه فيهم بممارسة التهريب، باستعمال طائرات مروحية وطائرات استطلاع حديثة وقوات برية وجوية، كما تشمل مسحا جويا للشريط الصحراوي الحدودي مع دول الجوار، وعمليات تمشيط للمسالك الصحراوية بقوات كبيرة.