طرح زعيم حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري مقاربة جديدة أسماها مسوغات فريق المشاركة في الانتخابات، وضمنها المحاور التالية: الأحزاب التي قاطعت الانتخابات التشريعية والمحلية خصوصا في الجزائر سابقا دفعت ثمنا غاليا ثم تراجعت عن المقاطعة وهم من حدثونا بذلك. وقد قرروا اليوم المشاركة. الأحزاب الإسلامية التي قاطعت الانتخابات التشريعية والمحلية خصوصا في العالم العربي والإسلامي ومنها الأردن والكويت دفعت الثمن غاليا على مستوى تماسكها وداخليا وخارجيا ثم رجعت للمشاركة وهي أضعف وقد نصحت بعدم الوقوع في نفس الأخطاء. الشخصيات العلمية والفكرية في الجزائر وفي العالم نصحونا بعدم المقاطعة إن لم تتوفر شروطها والشروط التي وصفوها غير متوفرة، وبناء على ذلك فإن خارطة الطريق بالنسبة لحركة مقري هي المشاركة مادام يطرح مسوغات المشاركة بهذا الثقل، لكن الملاحظ أن مقري طرحها بتخوف وباحتشام بعدما ذيلها بسؤال يريد من خلاله استجلاء مواقف المناضلين والمحبيين والقراء على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. كل هذا يعكس طرحا مخالفا للمانعة التي اعتمدها عبد اللرزاق مقري منذ خلافة صديقه اللدود أبوجرة سلطاني الذي نجح في جر حمس إلى معسكر المشاركة، وتجلي ذلك أكثر في اجتماع مجلس الشورى لحمس،لكن رهانات وتحديات حمس لا تتوقف عند محور المشاركة في الانتخابات، بل إن توازنات الساحة السياسية على ضوء المتغيرات التي مرت بها الأوضاع داخل البلاد منذ آخر انتخابات تشريعية إلى غاية يومنا هذا تفرض عليها نقاشا آخر، وهو ما يسعى إليه أبوجرة سلطاني يتعلق بالمشاركة في الحكومة، ومن الواضح أن السلطة وعلى ضوء رهانات الأزمة الحالية من صالحها أن يتحمل طرفا آخر أو يتقاسم معها أعباء تسيير هذه المرحلة الحرجة والحساسة، وما أحوجها على ضوء التجربة المغربية مثلا لمشاركة الإسلاميين في ذلك، فهم من يملك القدرة على النفاذ نحو عمق المجتمع بطبقاته السحيقة، بل إن الحكومة أو السلطة على وجه الخصوص تروم جر الإسلاميين إلى المشاركة في التسيير الحكومي على ضوء نتائج التشريعيات القادمة التي تحدد وقعها أو تقاسمها "الكوطة" تلك المواقف التي ستعلن عنها حمس لاحقا من خلال قرار المشاركة في الانتخابات، ثم أنها ستعلن عن استعدادها لأن تكون شريكا في الإدارة والتسيير. ومن الواضح جدا أن منطق الكرسي الشاغر الذي اعتمدته منذ أن تخلت عن التحالف الرئاسي أضر بمصالحها كحركة، فها هو مقري يقول في آخر رسائله التي سعى من خلالها لتبرير منطق المشاركة وتغليبه على أصوات المقاطعة وهذا واضح جدا: "تصرف المواطنين الذين يتابعون أحوال الحركة ثلاثة أنواع: نوع لم يسندنا أبدا لا في الانتخابات ولا قبلها ولا بعدها وكثير من هؤلاء نقدهم للحركة ثابت سواء أحسنت أم أساءت، سواء كانت في المعارضة أم في الحكومة، وصنف آخر يؤيد الحركة في الانتخابات ويصوت عليها بشكل دائم ولكن بعد الانتخابات يرجع إلى بيته ولا يشاركنا الأنشطة وفي أي تحد يواجهنا وهؤلاء هم الأكثرية، وصنف آخر يصوت على الحركة في الانتخابات ويسندها في أنشطتها ولكنه ليس له استعداد للسير معها في أي طريق آخر للتغيير غير الانتخابات.