رد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، بالثقيل في تعليقه على انسحاب المغرب من القمة التي عقدت في "مالابو" في غينيا الاستوائية، وركزت على التعاون الاقتصادي، مع سبع دول عربية أخرى هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والأردن واليمن والصومال. فقد أوضح الوزير أن الانسحاب لم يكن له وقع على القمة الآفروعربية، فقد أكدت إفريقيا بذريعة واضحة أن المبادئ العميقة لوحدتها غير قابلة للتفاوض، مهما كانت هوية الشركاء، فضلا على أن غالبية الدول العربية شاركت في القمة ولم تنسحب، كما أن إفريقيا أكدت وعيها بالرهانات الكبرى. وأشار مساهل إلى عدم جدية الدول العربية في الشراكة الفعلية مع الدول الإفريقية بعكس الشراكة الآفرو صينية، أو مع الهند، أو أمريكا وأروبا فالشراكة العربية تفتقد لمشاريع استثمارية ملموسة. وأضاف مساهل في مقابلة صحافية، أن الموقف الإفريقي أكد على وحدته وعدم السماح بالمس بالقيم والمبادئ الثابتة للاتحاد الإفريقي من منطلق أن الجمهورية العربية الصحراوية عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن الجميع تلقى الرسالة بوضوح، أن القمة ضمن 60 بلدا لم ينسحب منها إلا 6 دول فقط.ويعكس الانسحاب الخليجي الداعم للمغرب في النزاع القائم مع الصحراء الغربية، فشلا مغربيا واضحا في إقناع الأفارقة بمساندة مساعيه والتطلعات الخليجية قصد العودة المغربية للاتحاد الإفريقي، وفصل الجمهورية الصحراوية من عضوية الاتحاد الإفريقي، حيث راهنت الرباط على الدعم الخليجي المالي والدبلوماسي من أجل الضغط على الدول الأعضاء للتصويت إلى جانب المغرب ضد بقاء جبهة البوليساريو، خصوصا أن الدبلوماسية المغربية تملك سجلا حافلا بقضائح الرشوة السياسية على طريقة هيلاري كلينتون وغيرها، لكن الوضع مختلف على ما يبدو في إفريقيا التي تمسكت دول بعضوية بلد مؤسس للاتحاد الإفريقي، وهو موقف يدل على الثبات السياسي لعواصم القارة السمراء رغم المعاناة السياسية والاقتصادية التي تتخبط فيها. كما كشف الرد القوي للوزير عبد القادر مساهل عن غضب جزائري من هذه التصرفات التي لجأت إليها دول الخليج في منتدى كان بالإمكان تجاوزه لو حضرت الحكمة بدلا من العزة بإثم المغرب الذي يسلب أرضا غير أرضه ويطارد شعبا عربيا. لعمامرة للمغاربة: مرحبا بكم في الاتحاد الإفريقي كعضو رقم قال وزير الخارجية رمضان لعمامرة في معرض تعليقه على مساعي المغرب للانضمام للاتحاد الإفريقي "مرحبا بهم لكن شرط أن التعامل معهم سيكون متساويا تماما مع عضوية الصحراء الغربية"، مضيفا "المغرب سيكون مرحبا به كعضو رقم 55 في الاتحاد الإفريقي، بنفس المساواة مع باقي الأعضاء ال 54 الذين لهم نفس الحقوق والواجبات"، حسبما أعلنه أمس من مقر سفارة الجزائر في العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدا أن المغرب سيتم التعامل معه شأنه شأن الصحراء الغربية وهي إحدى الدول الأعضاء المؤسسة للاتحاد الإفريقي، وخلف الموقف الكويتي الذي لم ينساق وراء الموقف الخليجي، خصوصا السعودي والقطري، خيبة أمل لدى المغرب، حيث عبرت الرباط عن أسفها للموقف الكويتي الذي لم يلتزم بوحدة المصير المنصوص عليها في إعلان 20 أبريل 2016 الصادر عن القمة المغربية الخليجية الأولى بالرياض، وذلك خلال القمة العربية الإفريقية الرابعة التي احتضنتها جمهورية غينيا الاستوائية، وشهدت انسحاب المغرب و8 دول عربية.