شهدت شوارع العاصمة تعزيزات أمنية مكثفة لم يسبق لها مثيل، حيث رفعت درجة التأهب إلى أقصاها، وشوهدت صباح أمس مركبات قوات مكافحة الشغب تنتشر بمناطق عدة من العاصمة سواء بوسط المدينة أو على مداخلها الشرقية والغربية. وكانت أول نقطة عرفت تواجدا أمنيا مكثفا، ساحة أول ماي التي كان من المرتقب أن تنطلق منها مسيرة دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. كما لوحظ تحليق طائرات مروحية تحوم فوق سماء العاصمة لرصد أي حركة قد تؤدي إلى وقوع انزلاق أمني محتمل. ولم يتمكن أصحاب سيارات الطاكسي من نقل المواطنين إلى ساحة موريس اودان، بسبب غلق المصالح الأمنية للطريق الرئيسي الرابط بين بلدية باب الوادي وساحة الشهداء واضطر المواطنون إلى اتخاذ مسالك أخرى على غرار طريق شوفالي مرورا ببلدية الأبيار ونزولا إلى بلدية المدنية، ثم الوصول إلى ساحة أودان. وقامت مصالح الأمن بغلق كل الطرق المؤدية إلى شارع ديدوش مراد وشهدت تواجد أكثر من عشر مدرعات لقوات مكافحة الشغب أمام مقر الأرسيدي، ولم يتمكن سكان الشارع من دخول مساكنهم في حين طلبت مصالح الأمن منهم اتخاذ مسالك أخرى بين الأحياء من أجل الوصول إلى الشارع. أما ساحة الوئام المدني، فقد شهدت حشودا كبيرة من رجال الأمن لمنع المسيرة غير المرخص لها للانطلاق من النقطة التي برمجها الحزب للخروج بجموع المتظاهرين، لكن مصالح الأمن حالت دون تمكن أنصار سعدي من الخروج من مقر الحزب والتوجه إلى ساحة أول ماي، وحتى الأحياء الصغيرة التي تؤدي إلى الساحة تم غلقها على المارة وطوّقت الساحة وانتشرت قوات مكافحة الشغب في مختلف الشوارع المعروفة بإمكانية التأثير فيها وحمل شبانها على عدم التظاهر على غرار بلدية باب الوادي التي عرفت مظاهرات مؤخرا. وعرف شارع ديدوش مراد انتشار عدد كبير من الفضوليين الذين قدموا لمشاهدة ما يحدث أمام مقر الحزب، وقال أحد المارة ممن تحدث معهم فالبلادف إنهم غير مكترثين بالمسيرة التي دعا إليها حزب سعيد سعدي، في حين ذكر بوعلام وهو أحد الشبان الذين كانوا يتابعون عن كثب محاولة أنصار الأرسيدي الخروج إلى الشارع أن الشعب الجزائري لم يعد يؤمن بأي حزب في الدولة. كما أبدى صديقه سعيد امتعاضا من الأجواء التي رافقت دعوة سعدي، مشيرا إلى أن التعزيزات الأمنية تسببت في تعطل حركة المرور، ما أدى إلى تعطيل الناس عن قضاء مصالحهم.