أكثر من 200 قبر في إحدى بلديات بجاية تعرضت للتخريب على طريقة بعض مقابر المسلمين في المناطق الفرنسية، والعملية مرشحة للتوسع بفعل العدوى، كما يقول شهود عيان، لتشمل مناطق أحرى تسوى فيها القبور بالأرض، لكن لا تكون بدعة كما يعتقد متطرفون (غير إسلاميين)! وعندما تنفرد إحدى الصحف الجهوية المحسوبة على وزير أرسيداوي سابق استفاد منها، أي من الجريدة، ومن مقر مكتب مدير الجوية الفرنسية اتخذه مسكنا بنشر هذا الخبر مرفوقا بمسح حول الحالة الجوية الباردة والعيش والمبيت في الأعالي والجبال، وتنسى أن تشير على الأقل لمسيرة الأرسيدي الممنوعة. فإن ذلك يعكس وضعا عاما داخل الأوساط السياسية المعارضة والمهادنة والتي بين بين، مفاده أن التشرذم مثلما هو حال الأنظمة العربية عنوانا كاملا لأي تحرك حزبي أو حتى نقابي، سرعان ما ينتهي بالتلغيم والتلجيم في أول خطوة غبية. الأحزاب يفترض أنها هي التي تقود الشارع، وليس العكس كما يحدث عند الجارة تونس بعد أن غيّبت تماما ولم يبق إلا الحزب الحاكم (سابقا) ووجوه تصنع الديكور الباهت، مما يعني أن وجودها في الساحة من عدمه سيان، إذا لم يخرج صوتها من قبة البرلمان ولا تستطيع أن تحبو مقدار مسافة ما نسمعه من أذان! (حي على الصلاة في النهار وارفع صباطك وفي أناء الليل حي على القبور) تحت مبررات احترام القانون الذي يسنون والأولويات أيضا منذ أن دخلنا مرحلة شعارات الجزائر قبل كل شيء، والجزائرقبل الديمقراطية! وهذه العوامل مجتمعة قد تكون واحدة من الدوافع الكبرى التي تجعل الخارجية الأمريكية تتوقع بأن انتشار عدوى الشارع التونسي إلى باقي الشوارع العربية الأخرى أمر مستبعد وغير مقوقع... فشتان بين شارع واع وفي نفس الوقت ناب عن الأحزاب وبين شارع يزمجر في كل مرة جدار حديث النفس أو تكسير الرمس (أي القبر) في عدوى مثيرة مع عدوى التهافت على القصور وحب الظهور.