ساهم اتفاق الجزائر في إحداث تغييرات كبرى في السوق العالمية بالنسبة لأسعار النفط التي وصلت إلى أزمة عالمية خانقة بسبب تدني أسعار النفط وتراجع مستوى النمو وانكماش الاقتصاد العالمي خاصة الاقتصاد الصيني الذي يعد أكبر الأسواق العالمية، اتفق المنتجون المستقلون من خارج "أوبك" لأول مرة منذ 15 عامًا، على خفض إنتاجهم بنحو 560 ألف برميل يوميا، عقب اجتماع لمنتجين من داخل المنظمة وخارجها، حيث تمت المفاوضات بشكل عسير من أجل إقناع كل من المكسيك وكوبا وغيرهما من البلدان بتخفيض ما قدره 260 ألف برميل في وقت تعهدت روسيا بخفض ما قيمته 300 ألف برميل، فالتوصل الى اتفاق كان مربوطا بتحقيق اتفاق داخل أوبك بخفض الإنتاج حيث إن الضمانات بتخفيض الإنتاج قدمت ضمن مسعى قام به وزير الطاقة نور الدين بوطرفة قبل إاجتماع الجزائر، حيث إن روسيا وافقت على المشاركة بعد زيارة بوطرفة وحضرت اجتماع الجزائر رفقة كل من فنزويلاوالمكسيك، بعد أن تسبب ضعف الطلب وتخمة المعروض في تراجع أسعار النفط الخام، منذ منتصف 2014، هبوطا من 120 دولارا للبرميل إلى حدود 27 دولارا، مطلع العام الجاري، قبل أن يصعد إلى حدود 54 دولارا في الوقت الحالي. ووفق اجتماع عقد السبت الفارط في العاصمة النمساوية فيينا، بين أعضاء من "أوبك" ومنتجين مستقلين، تابعت الأناضول نتائجه، يبدأ الاتفاق حيز التنفيذ مطلع العام المقبل، تزامنا مع دخول اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج حيز التنفيذ. وحسب وكالة بلومبيرغ، فإن هذا هو الاتفاق الأول من نوعه بين "أوبك" والمستقلين منذ 15 عاما. يأتي ذلك بعد أيام من اتفاق الأعضاء في "أوبك"، القاضي بخفض إنتاج المنظمة بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، اعتبارا من مطلع العام المقبل، ليتراجع إنتاجها إلى 32.5 مليون برميل يوميا. ومن شأن الاتفاق، إن تم، أن يخفض بنحو كبير تخمة المعروض من النفط في الأسواق العالمية، ويقلص من حجم احتياطات الدول المستهلكة للنفط من كميات الخام لديها. وفي وقت سابق أعرب الرئيس الحالي لمنظمة "أوبك" محمد بن صالح السادة، عبر بيان، عن أمله في نجاح اجتماع اليوم في إعادة الاستقرار للسوق العالمية "لما في ذلك من مصلحة لصناعة النفط والاقتصاد العالمي ككل". أسعار النفط في مستويات قياسية ب58 دولارا للبرميل شهدت السوق النفطية العالمية أرقاما قياسية مباشرة بعد الإعلان عن اتفاق خفض الإنتاج في السوق الدولية، حيث قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ جويلية 2015، بفضل توصل أعضاء منظمة أوبك مع الدول المصدرة للنفط من خارج المنظمة إلى اتفاق لخفض الإنتاج. وارتفعت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت بنحو 5 بالمائة ليصل إلى أعلى مستوياته إلى نحو 57.09 دولارً للبرميل، وزاد الخام الأمريكي بنسبة 5.1 بالمئة ليصل إلى 54.16 دولارً للبرميل. وكانت منظمة أوبك قد توصلت إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج بين الدول من داخل المنظمة وخارجها، حيث ستقوم دول الأعضاء بمنظمة أوبك بخفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، بينما تخفض الدول المصدرة للنفط من خارج أوبك إنتاجهم بنحو 562 ألف برميل يومياً. من جانبه أكد ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسى أن سعر 50 و60 دولارً للبرميل مناسب للاقتصاد الروسي، كما أنه مناسب لكافة الدول المصدرة والمستوردة. حيث إن اتفاق فيينا بين الدول المنتجة داخل وخارج أوبك ساهم في دعم أسعار النفط بقوة في بداية هذا الأسبوع بعد نجاح اوبك في اجتماعها مع دول مُصدرة للنفط من خارجها في التوصل إلى توافق هو الأول منذ 2001 ومن المُنتظر مع بداية العام الجديد تخفيض إنتاج دول الأوبك ككل 32.5 مليون برميل يومياً من 33.6 مليون برميل في شهر أكتوبر الماضي.