كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، عن خطة تنفذها وزارته مع وزارة العدل للقضاء على التشدد داخل السجون، من خلال التقرب من المساجين المتأثرين بالفكر المتشدد، تضاف إلى خطة عمل أخرى تخص قطاع الشؤون الدينية والداخلية وتتعلق بتأطير العمل الجمعوي. وفصل محمد عيسى في خطط عمل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لمحاربة الغلو والتطرف وحماية الجزائريين مما سماه التدين المغشوش الهادف إلى إسقاط آخر قلعة تبث الأمل والوسطية وهي الجزائر، ومن ضمن ذلك إعادة صياغة مناهج التدريس ومد المساجد بنخبة جامعية من الأئمة، بالإضافة إلى مراجعة منظومة التعليم القرآني ومحاربة المدارس الخاصة التي ترفض اعتماد منهج التعليم القرآني المعمول به في المساجد والمدارس العمومية بدعوة أولياء التلاميذ إلى سحبهم منها وغلقها نهائيا. وفي السياق، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في ندوة صحافية عقدها أمس على هامش افتتاح الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بقصر الثقافة أن الوزارة ستقدم مشروع مرسوم يتعلق بالتعليم القرآني إلى مجلس الحكومة الشهر المقبل من أجل تأطير التعليم القرآني في الجزائر وحمايته من انحرافات ارتكبتها مدارس تصنف نفسها خاصة، وأضاف أن الوزارة طلبت من القائمين على هذه المدارس معلومات حول أصحابها ومدرسيها والمناهج المعتمدة فيها قبل طرح خيار تأمينها من طرف الوزارة وتأمين أبناء الجزائريين من خيار الغلق. محمد عيسى كشف في حديثه عن خطط محاربة التطرف والغلو، خاصة في الشق المتعلق بالتكوين، عن تنسيق بين الشؤون الدينية والعدل للتقرب من المساجين المتأثرين بالفكر المتشدد -حسب وصفه- والتأثير عليهم بمنهج الوسطية وتغيير أفكارهم التي أوصلتهم إلى المؤسسات العقابية متحفظا عن وصفهم بالإرهابيين. وفي السياق، قال محمد عيسى إن مهمة استرجاع الجزائريين الذين التحقوا بتنظيمات إرهابية مختلفة ليست مهمة وزارته وإنما مهمتها في حال عودتهم مجادلتهم بالكتاب والسنة من أجل العودة إلى جادة الصواب، واعتبر المتحدث أن سنوات الإرهاب والوسطية المنتشرة في المجتمع الجزائري حالت دون التحاق عدد كبير بالتنظيمات الإرهابية والسقوط في فخها، متوقعا أن تتكرر تجارب الإرهاب في العالم وهو ما يقتضي تأمين التدين والحدود مثلما تفعله الجزائر. كما أعلن المتحدث عن تدشين معهد خاص بزاوية عين ماضي بتمنراست السنة المقبلة لاستقبال أئمة دول الساحل وتكوينهم دفعا لمخاطر انتشار التشدد والتطرف وانعكاسه على الجزائر. من جهة أخرى، أكد الوزير على عمل ثلاث لجان مختلفة من أجل مراقبة الرسائل الدينية التي تنشر في الكتب الدينية والكتب العامة وسحبها في حال التأكد من وجود اختلالات، على غرار كتاب "قصص الأنبياء" الذي تم سحبه من السوق بسبب المساس بالرسل والأنبياء، في حين تسعى الوزارة بالإضافة إلى مراجعة المصحف المستورد إلى طبع المصاحف بالرواية المعتمدة في الجزائر والتقليل من استيراده.