رسخت سنة 2016 في الأذهان العديد من الماسي والآلام التي عاشتها أسر جزائرية فقدت أطفالها في حوادث الاختطاف والقتل والتنكيل، حوادث أرقت المجتمع وحركت الحكومة التي وضعت مخطط إنذار لحماية الأطفال بعدما بدأ الغضب الشعبي يتصاعد في عديد ولايات الوطن التي شهدت مسيرات للتنديد بارتفاع ظاهرة الاختطاف التي طالت البراءة بوجه بشع وأحيت الجدل حول الإعدام. سنة 2016 لم تكن بردا وسلاما على عديد الأسر الجزائرية في مختلف ولايات الوطن التي بدأت مآسيها باختفاء أطفالها الذين لم يتجاوزوا العشر سنوات في أغلب الحالات وانتهت بالعثور على جثث البراءة مرمية في أكياس أو قنوات الصرف الصحي أو معلقة في الأشجار أو حتى مبعثرة في الأحراش وقد نكل بها وقطعت أجزاء، مشاهد دموية لوحوش آدمية تطاولت على البراءة وكتبت سنة 2016 في سجلات الحزن وخلقت مشاهد درامية حركت الكبير والصغير، لكنها لم تردع مجرمين انسلخوا من مشاعر الإنسانية وأقنعت الكثيرين بأن السبب في ارتفاع جرائم اختطاف وقتل الأطفال هو عدم تطبيق مبدأ القصاص. جدل واسع عرفته هذه السنة حول العودة إلى تطبيق عقوبة الإعدام فعليا من عدمه بين مؤيد للفكرة يرى أنها تطبيق لأحد مبادئ الشريعة الإسلامية وبين معارض لها بحجة حماية حقوق الإنسان أولها الحق في الحياة، الحكومة لم ترضخ للجدل رغم المطالب الرسمية التي رفعت لها تطبيق حكم الإعدام على قتلة الأطفال واكتفت بوضع مخطط إنذار حول حالات اختفاء واختطاف الأطفال بأمر من الوزير الأول عبد المالك سلال تبعه إجراء آخر تمثل في وضع خط أخضر خاص لحماية الأطفال من الاختطاف. الجرائم المرتكبة في حق الطفولة منذ بداية السنة الجارية وحتى قبلها اشتركت أغلبها في عامل واحد يتمثل في أن الخطر والتهديد كان من المحيط القريب ووقفت مصالح الأمن في تحقيقاتها حول الظاهرة على أن دوافع السحر والشعوذة كانت وراء عدد معتبر من حالات اختطاف الأطفال والتنكيل بهم في جرائم تورط فيها آباء وأعمام وأقارب آخرون تضاف إليها انحرافات نفسية أخرى انتهت باغتصاب الأطفال ثم قتلهم.. مصالح الأمن وإن لم تضع قائمة محددة لعدد الاختطافات والقتل التي طالت الطفولة في السنة الجارية، إلا أن هذه الحالات التي وقف عليها المجتمع الجزائري وهزت الرأي العام قد تصل إلى عشرة من نهال إلى ياسين إلى ناصر ومحمد امين ونجيب وميلود وغيرهم، وهي حالات زرعت مآسيهم الرعب في قلوب العائلات الجزائرية واستنفرت المجتمع من بسيطه إلى عالمه. وقد دفعت قضايا القتل والاستخفاف بسفك الدماء علماء الجزائر ومشايخها إلى التحرك من اجل التوعية وتقليص العنف وسط المجتمع الجزائري من خلال تأسيس رابطة علماء الجزائر وضعت هدف وقف العنف في الجزائر أو حتى تقليصه أولوية في عملها ، وانتهت 2016 بآلامها وودعت براءة على يد من تطاول عليها على أمنية أن تكون السنة المقبلة وما بعدها نهاية لكابوس اختطاف